الأحد، 7 نوفمبر 2010

آدم



آدم عليه الصلاة و السلام

قال الله تعالى:
"و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة. قالوا أ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك. قال إني أعلم ما لا تعلمون. و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين". سورة البقرة، الآياتان 30 و 31.
"قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم. فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل إني أعلم غيب السماوات و الأرض و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون. و إذ قلنا للملائكة إسجدوا لآدم فسجدوا. إلاّ إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين". سورة البقرة، الآياتان 33 و 34.

الإرادة الإلهية
     في الخليقة اللامتناهية، ليس الإنسان إلا كائن ضمن مخلوقات عديدة، بعضها مجهول لدينا. فهو لا يمثل إلا حبة رمل. إختارته الإرادة الإلهية ليكون حاملا للشعور. كلما كان الشعور مشبعا بالألوهية، كلما زاد تجمّل الإنسان، و أصبح على صورة الله. بالعكس كلما إبتعد الإنسان عنه، أصبح قاتما و يرتكب الذنوب.
    إختار الله أيضا الإنسان ليكون خليفته، و أعطاه الحكم لتسيير الخيرات التي وكّل عليها.
     رأى الملائكة أن الإنسان غير مؤهل للقيام بهذه الوظيفة، و أعلموه "أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء؟"
      ينتقل الأمر الإلهي عبر العالم الملائكي، يتهيأ و يأخذ شكلا قبل أن يتجسد في عالم الملك. حسب التقليد، فالملائكة من يضع الروح في الجنين و تحدد مصيره، في اليوم المائة و العشرين بعد الإخصاب، و تعود و تأخذ هذا السر الإلهي عند الموت.
     لا يعرف الملاك إلا جانب واحد، جانب النور و العبودية. يبتهل، و يعبد، و يطيع. يجهل الجانب المظلم (الكبر، و إغتصاب السلطة، و الموت) الذي أوحاه  الله إلى آدم. لا يعرف المتناقضات، عكس آدم، الوحيد القادر على المحبة و الكراهية، البناء و الهدم، و الطاعة و العصيان. صرف و نجس، فهو مختلف عن الملاك، من نواح هو أفضل، مادام يملك و يتحمل الطبيعتين.

أسماء الله
  قبل أن تتواجد الأرض كان آدم موجودا في الأزل، كما كنا نحن كلنا قبل أن نخلق. أعدت الأرض له ليقيم بها، و يحصل على معرفة كل شيئ. مرّ آدم الحسي بمختلف مراحل عملية الخلق ـ المعدني، و النباتي، و الحيواني ـ حتى بلغ الشكل الإنساني. أدمج كل هذه المراحل به. هذا ميراثه الذي وهبه الله له. لقد اختير و حُضّر للقيام بمهمة، و هي إيلاد الإنسانية.
    له القدرة على إيجاد بفسه كل الأسماء التي أوحاها الله، و التي تحوي الخليقة بأسرها بمتناقضاتها و تكاملاتها، كالخير و الشر، و الجمال و القبح. كل إسم هو مفتاح لمعرفة، لعلم. و بالتالي علّم الله آدم الأسماء التي تعني كل الخليقة.
    في الأزل، كان آدم يملك معرفة كل ما تعلمه الإنسانية اليوم، و كل ما ستعلمه مستقبلا، و حتى النهاية. و بالتالي تتجلى بعض الأسماء مثل القوة، و الملك، و الحكمة من خلال الإنسان، فهذه أسماء الله، تتصرف و لكن بمقياس إنساني. يملك الإنسان كل الأسماء، و لكنه لا يحقق إلا البعض منها. إذا كان يتذكر كل الأسماء التي أوحاها الله إليه، فإنه يستطيع أن يتصرف في العوالم العليا و يغير العالم الحسي. هذا ما يفسر معجزة الأنبياء و بعض الأولياء.
   
آدم، خليفة الله في الأرض
    لما كشف و أثبت الله للملائكة أفضلية آدم، طلب منهم أن يسجدوا له. كان هذا إختبارا صعبا لكائنات من نور صرف كي تسجد لكائن مخلوق من لحم و دم، و يملك طبيعة مزدوجة، طبيعة الخير و طبيعة الشر، النور و الظلام. عرفت الملائكة فيه كائنا فذا، و طاعة لله سجدوا له. الكائن الذي يسجد، يلتزم بالطاعة و المساعدة و يقوم بكل ما يحتاجه الآخر. بهذا الفعل أصبح الملاك خادما للإنسان.
    منذ فجر الإنسانية، و هو يملك لقب النبالة، و هو الخليفة، و كل الخليقة تسجد له، تمنحه البقرة الحليب و اللحم، و يعطيه البحر السمك، و يوفر له الهواء الأوكسجين. بدون أن يشعر بهذا الإصطفاء، و المسؤوليات التي يتضمنها، للأسف يسرف الإنسان في حكمه. فهو غير شاكر للجميل و يعتدي على الخليقة.

الشيطان  
"و قلنا يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما. و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين. فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه. و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو. و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين. فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه. إنه هو التواب الرحيم. قلنا اهبطوا منها جميعا. فإما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون". سورة البقرة، الآيات من35 من 38.
    سيعصي ملاك، إبليس، هذا الأمر الإلهي. برفضه إستكبارا طاعة الله، طُرد و أصبح شيطانا. هو الذي أغوى آدم و حواء و جرهما إلى معصية ، و سبب لهما الهبوط.
    يطرح هنا سؤال: كيف عرف كائن من نور، مثل إبليس الكِبر الذي يخص عالم الظلمات؟ إذا تدخل إبليس منذ بداية الإنسانية، فبأمر إلهي. حضّر الله إبليس مثلما حضّر آدم. خلقه محبة لآدم، مهمته تضليل الإنسان، لأن إذا لم يكن هناك الخطأ و الضَلال، فلا يمكنه معرفة الهداية و الخلاص، و لن تتواجد الإنسانية. يساهم الشر في توازن الخليقة.
    طُرد إبليس من الجنة مع الإنسان ، و لا يمكننا إبعاد هذا البعد. كل شخص يحمل إبليس في ذاته، كوجهي الميدالية، أحدها ملائكي و الآخر شيطاني. يرمز إبليس إلى نفسنا، جانب الجهل منا و الخطأ. عندما يجلبنا صوب الخطأ، فإنه يدفعنا نحو الحقيقة. سيبقى إبليس إلى يوم القيامة، و سيكون آخر من يقبض ملاك الموت روحه.
    في أحد أيام عندما غادر أحد الفقراء مستغانم، إلتقى برجل، طلب منه أن يحمله على حصانه. دعاه الفقير و أركبه وراءه و أكملا طريقهما. فجأة طوق الرجل حزام الفقير و أسقطه أرضا ثم فر بالحصان. فورا ناداه الفقير "إنتظر إنتظر، لا تقل أنك سرقت هذا الحصان، سوف أهبه لك". تفاجأ اللص و عاد أدراجه و قال له  "كيف أسرق حصانك و تهبه لي؟". "نعم أمنحك إياه. سيسمع الخبر حالا بالمدينة، أني حملتك على حصاني لأساعدك، و أنك قمت بسرقته مني، و لن يتجرأ أحد على مساعدة آخر". رأى الفقير في هذه السرقة، أنها ستجلب مضرة للأمة، و بالتالي غيّر الشر إلى خير.
    تعطي القصة التي رواها عبد الرحمن الصفوري (1) فهما آخر لمعصية إبليس. سأل موسى إبليس"لماذا لم تسجد لآدم"، فأجابه "لم أرد أن أكون مثلك، لأني زعمت أني أحبه، و رفضت السجود لآخر غيره، و فضلت العذاب. أنت تزعم أنك تحبه، و لما قال لك "أنظر إلى الجبل"، نظرت إلى الجبل، كان عليك أن تغلق عينيك، و كنت ستراه".

حواء
    خلال الإخصاب، تكون الخلية الأولى المتشكلة غير متميزة. فهي ليست ذكرا و لا أنثى. بنفس الشكل، الإنسان الآدمي الذي سيتحصل على الأسماء كلها، وبين يديه ستسجد الملائكة ليس ذكرا و لا أنثى. هو الخنثى الأولي، الذي كان قبلا محتويا كمونيا في المعدني، ثم في النباتي، فالحيواني. فقط عند نهاية هذه العملية، و تتميما للخليقة وُلد الكائن الآدمي. فمنه و بالتضاعف جاءت حواء و الإنسانية. ترمز حواء، في الواقع، إلى الجانب الأنثوي المستقبِل (بكسر الباء)، الموجود في كل إنسان.
    إن آدم هو من عاهد على السر الإلهي. لم تشعر حواء أنها معنية كثيرا، بهذا الإلتزام. لهذا السبب نجد في التراث، أن حواء راودت آدم. للمراودة التي رمز إليها بالمبدأ الأنثوي معنى. هي ضرورية لعملية الخلق. في المطلق، تتأرجح دوما بين الخير و الشر. إن الجانب الأنثوي الذي يحويه كل إنسان في ذاته، هو القسم الخلاّق الحامل لميولات المراودة. ريثما تقوم بهذا الإجراء، ستصبح هي الوسيلة لإيجاد الخلق، فلو لم تكن متواجدة هناك، لم يكن ممكنا أن تنشأ الخليقة. أما جانبنا الذكوري، فإنه المبدأ الفعال للروح، المعني أساسا بالعهد الأولي. عادة، لا ينبغي له أن يعصي. إنه الجانب الأنثوي مَن يسبب العصيان بالمراودة، حتى تبدأ الخليقة.
    يتواجد الإنسان المحقق عند مفترق الخير و الشر، في الجادة، في طريق التناغم. إذا كانت سلبيته مسالمة، فإنها لن تخلّ بسيرورة حياته. هو متواجد عند هذا الحد الذي يلتقي فيه الخير و الشر و ينشئان تناغم. في هذه الوضعية يتدخل الإلهام الإلهي لهدايته، و تحييد المواجهة الباطنية بين الخير و الشر. عنذئد ينتصر الإنسان المتوازن، و يعمل في الحياة بدون أن يؤذي نفسه و الآخرين.

العصيان
    تلقينا من الله كل الأسماء عدا واحدا، و هو الخلود، الذي رمز إليه بالثمرة الممنوعة. فمن هذا الباب راود الشيطان الزوج. أقنعهما أن هما أكلا من هذه الثمرة سيخلدان، الذي من شأنه يرقيهما إلى مستوى الألوهية.
    وقع العصيان نسيا. عصيان الله هو نسيانه و الإبتعاد عنه، أو إعطائه شركاء ماديين و روحيين. في اللحظة التي يرتكب فيها الإنسان المعصية ينسى الله. و إذا تحقق أن الله حاضر و يكون شاهد على أعماله لا يعاود عصيانه.

  الهبوط            
    روى أحد المجاذيب " عندما قضم آدم و حواء التفاحة، تعرضا منعزلَين و فرديا لتجربة فريدة من نوعها. اتسعت كينونتهما إلى حد أنها أصبحت كبيرة مثل الكون. تلقوا وميضات من النور و من النار. إمتلأ فراغ كينونتهما بالمادة و الطاقة. كانا يتأملان مليا و شدّهما الكون الذي يتفتق و يعيد بناء نفسه فيهما. العلوم، و المعرفة، و الإبداعية، و التمييز، و المسؤولية، و الشعور. كان كل شيئ يأتيهما. تحولا إلى مغناطيس عملاق يجذب، لا محالة، كل شيئ و مضاده، المادة و المادة المقابلة، الظلمات و الأنوار، و الأفراح و المخاوف، و المحبة و الكراهية، و الحياة و الموت، و القوة و الضعف، و السلطة و مضادها، و الظاهر و الباطن، و الأول و الآخر. كانا يريدان الرفض و لكنهما كانا خاضعين. هما كل شيئ، و لم يكونا شيئا. إنهما في كل ذرة غبار، و في كل ذرة، و في كل جزيئ. يريا المخلوقات تتكون و تتلاشى. تنشأ المجرات و الكواكب و الشموس و النجوم، و تتحطم أمام أعينهما، و فيهما. تسكنهما قوة عظيمة، و يستطيعا فعل أي شيئ. يرِن نفَسهما كرعد في أعماق الكون. تملأ كينونتهما العظيمة كل شيئ. و وحدانيتهما تتقوى بدون توقف. إلاّ أشكال و خلائق، من لامتناهي الصغر إلى لامتناهي الكبر. كل شيئ يتحرك  و يهتز و يطالب بحقه من هذا الكائن العملاق الذي أصبحاه".
    عندما أخطا آدم و حواء تراءا، رأيا الذات، رأيا الله. كانا من قبل يعيشان اللحظة الأبدية. و اليوم سيعيشان متجسدين في الزمن، و سيشهدان إذٌا اليوم الأول من الخلق الجديد. من الآن سيغير آدم و حواء الكوكب، من الجنة سينزلان إلى الأرض. إنه الهبوط.
   في الجنة، لم يكن يعرف آدم نفسه. كان مستغرقا دوما في النور الإلهي، مُستنارا و منبهرا، لم  يكن يشعر فيما هو فيه. كان في حالة  الذي أغمر في العطر، إلى حد أنه لم يعد يشمه. لقد أصبح عطرا. كان آدم و حواء مثملين بالطِيب  الإلهي، شذى المعرفة. بعصيانهما سيتقهقران إلى مستوى الجهل. إنفلتت منهما المعرفة التي تلقوها، و حُجبا. هبطا من العالم الروحي إلى العالم المادي، من العالم اللطيف إلى العالم الكثيف.
    إن قصة آدم و حواء تعنينا جميعا، فهما فينا و في ذريتنا، و لو ظلا في الجنة لما كنا. فقد عصيا لتوجد البشرية. و للعودة إلى الله، إلى الحالة الأولى، ينبغي على بني الإنسان أن يعاودوا الكرة و أن يسلكوا الطريق ذاته و لكن في الإتجاه المعاكس، للإنتقال من عالم الحس إلى عالم الروح، من العالم الكثيف إلى العالم اللطيف. و هذه التجربة هي جهاد الحياة بأكملها و هي الجهاد الأكبر لاستعادة السعادة المفقودة.

الرحمة   
    رغم هبوط الزوج الأولي، فبرحمته يعود الله دائما إلينا بدون إنقطاع، ليعفو عنا. يدعونا دوما إلى التوبة لكي يهدينا بكل الوسائل في هذا الإياب إليه.
    جاء في الأثر، أن رسول صلى الله عليه و سلم قال، أن الإنسان مرافق دوما بملكين، أحدهما موجود على يمينه يسجل الأعمال الحسنة، و الآخر موجود على شماله يسجل الأعمال السيئة. فالموجود على اليمين أكبر من الذي يوجد على الشمال و يقوده. هكذا عندما يقوم إنسانا بسيئة و يريد ملاك الشمال تسجيلها فورا، يتدخل الذي على اليمين، و يطلب منه إنتظار توبة الإنسان و تأخير تسجيل السيئة حتى فجر اليوم الموالي. إذا لم يتب المذنب تكتب السيئة. للإنسان دوما الوقت للتوبة.
    طرد الله آدم من الجنة، و لكنه بعث رسلا لهداية نسله. إنها مهمة الأنبياء. من ليس لديه أمل في الألوهية في نفسه، و لم يتب من خطياه، و لم يرجع إليه، يبتعد عن رحمته. و المهتدون "لا خوف عليهم و لا هم يحزنون". إذا عرفنا نسبية هذا العالم الزائل، و الظروف التي خلق فيها، و المآسي التي تطرأ فيه، لا يبقى لنا ما نخاف عليه، أو نأسف، لأننا إذا تبعنا سبيله سنجد من جديد تكييفنا الأصلي من روح صرف.

التاريخ يتجدد
    تعاد مأساة آدم و حواء من خلالنا، و تحدث رغما عنا، من خلال أولادنا أولادنا. تتكرر قصة المراودة و الهبوط كل يوم، تعود بنا إلى الحمل و الولادة. عندما يكون الطفل في بطن أمه لا يعرف الجوع و العطش و البرد، يعيش في تكافل معها في حالة مشابهة بالحالة الفردوسية، حيث لا ينقص شيئا. في الجنة كما في الحالة الجنينية، و في آدم كما في الطفل الصغير، إن الجانب السلبي مستتر. و المولود الجديد رجل كامل كآدم. أولا البراءة و الصفاء مَن تعربان عن نفسيهما. يصرخ الوالدان "إنه ملاك صغير". بعدها ينمو الطفل و والديه يحميانه، و يطعمانه، ويرسخان في ذهنه الخير و الشر، و الجائز و الممنوع، حتى يجيئ اليوم الذي يتأكد فيه، و يثور عليهما، و يعصيهما عمدا. حياءا و خوفا من العقاب، يفر و يختفي. إنها تجربة الهبوط، و المأساة تتكرر. تبدأ معرفة الأسماء إذن، بالسعادة، و الحياء، و المحبة، و المصيبة، و الحزن، و الجميل، و القبيح.
    لم يكن لآدم أن يعرف الشر قبل أن يجربه. إنه في خط سير الإنسان أن يقوم بتجربة الذنب بلا تحفظ. و لكي تعتبر التجربة ناجحة، يجب أن يتفوق مجموع الحسنات على مجموع السيئات. إذا كانت عند الحساب، السيئات أكثر من الحسنات، يعوض الإنسان ذلك بالعذاب، و المرور بالنار. تصفي النار الإنسان من الذنب الذي إرتكبه، و توسع شعوره. هي رحمة إلهية.
    تتوقف كل الحياة على إدراك الخير و الشر، و الإختيار بينهما. بالنسبة للإنسان هي مواجهة بين الضمير و النفس الأنانية، و نضال باطني، محرك بالرغبة الوحيدة في إيجاد السعادة المفقودة.
    إنما أعطى الله "الوجهة"، فلكي يسمح للإنسان بالرجوع إليه. بالإمتحان مَنح أيضا رحمته. لقد تاب عن آدم. لنفكر و نحاول توسيع نظرتنا. إنها إحدى المظاهر الأساسية لقصة آدم.

آدم أول الأنبياء
    إنطلاقا من المواد المحتواة في جسمنا، جرت عملية سلسلة الخلق، حتى ولادة الإنسان، الكائن الأكثر تهيؤا حسيا، و خصوصا روحيا. لا تتوقف هذه العملية عن التلاحق حتى يبزغغ الكائن الروحي.
    إذا كان وجود الحكماء إستثناءا، ففي المستقبل سيتعمم التحقيق الروحي للإنسان، كما يؤكده القرآن "إن أرضي يرثها عبادي الصاحين". سورة الأنبياء، الآية 105.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). هو عبد الرحمن بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عثمان الصفوري الشافعي، مؤرخ و أديب من أهل مكة ، نسبته إلى صفورية في الأردن، توفي سنة 1489. من مؤلفاته، "المحاسن المجتمعة في الخلفاء الأربعة" و "نزهة المجالس، ومنتخب النفائس" و "صلاح الأرواح والطريق إلى دار الفلاح".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق