الأربعاء، 19 يناير 2011

كتاب الأخوة في الميراث


كتاب «الأخوة في الميراث»
قصة طريقة صوفية

    هو أحد مؤلفات الشيخ خالد بن تونس، بمساعدة برينو سولت، صدر سنة 2009، قبيل فعاليات مؤتمر المئوية العلاوية الأولى بمدينة مستغانم الجزائرية. 

    إفتتح الشيخ خالد بن تونس الكتاب بعنوان فصل، الطفولة الروحية، قال فيه:
    « يوم 5 جويلية 1962، كنت الوحيد الذي يحمل العلم وسط الحشد، ربما كنت أنا كذلك الحشد نفسه. غزا كل الأطفال المرتدين الأبيض الشوارع منذ الصباح. أطفال، و رجال، و المقاومين الذين عادوا منذ أيام إلى المدينة. على أبواب المنازل، كانت النساء توزع الحلوى و المشروبات. كان عمري ثلاث عشرة سنة، و أنا من أختير ليحمل أول علم جزائري فوق بلدية مستغانم.

    إن عمري ثلاث عشرة سنة، و لم أنم منذ ثلاثة أيام، و ثلاث ليال، مأخوذين بالبهجة التي غمرت كل الأحياء. ولجت الفرحة كل شارع، و كل بيت. تكونت أفواج و لعبت الموسيقى حتى الفجر. المستقبل لنا. في قلب الحشد كنت أعيش بالبطيخ الأخضر و كوكا كولا. فمن وجدني نائما على حائط بارتفاع ثمانية أمتار عن الأرض؟ لا أعلم؟ كان يمكنني أن أسقط. منهكا هناك، مكان تواجدي. لا أتذكر. ذكرت فقط في نفسي وطء خطواتي في الشوارع، و الفرحة الطافحة، و ثقل العلم بذراعي. أخضر، أبيض، أحمر. نحن أحرار. عمري ثلاث عشرة سنة، و هذه ألوان الحرية، و أنا فخور لأني أخترت أن أحملها في شوارع مدينتي، مسقط رأسي.

    كوني اصطفيت لمنصبي هذا فذلك ما تم عند ولادتي سنة 1949، لأن جدي من جهة الأب، الشيخ الحاج عدة، الذي كان يقود وقتها الجماعة الصوفية العلاوية، كفلني كإبن له، في بنوة مدونة في سجلات الحالة المدنية بمستغانم، و هو ما جعل مني في نفس الآن إبنا و " أخا " لأبي، و كوني اصطفيت لمنصبي هذا فذلك ما سيتم مرة أخرى سنة 1975 عندما توليت خلافة الشيخ المهدي بن تونس، والدي الحقيقي، على رأس هذه الجماعة ألتي أنتمي إليها. لكن الفرحة لم تكن وقتها في الموعد. فكانت معركة طويلة تعين علي أن أخوضها مع نفسي لتقبل مصيري، و القيام بمجهود لفهم ذلك. أجل، إنه مصير كان فيه إستقلال الجزائر بمثابة الحدود الرمزية ما بين عالمين. من جهة، طفولة مباركة و أحلام بالحرية؛ و من جهة أخرى، إنكشاف الأوهام والعبور البطيئ إلى النور ، أي إلى الحرية الحقيقية الوحيدة، حيث كل حدث له موقعه و مبرر وجوده المستحق ».

    هذا الكتاب هو سرد تفصيلي لحياة الشيخ خالد بن تونس. طفولته، و شبابه، و أصل الطريقة، و محنة أبيه الشيخ الحاج المهدي بن تونس، و توليته، و حياته الخاصة العائلية، إلخ....

    جاء في غلاف هذا الكتاب: « يعتبر اليوم الشيخ خالد بن تونس أحد الوجوه البارزة في التصوف، و قبل كل شيئ هو الوارث لحركة روحية تمتد جذورها إلى زمن الإشعاع الباطني للإسلام في القرون الوسطى. يروي هنا مع الكاتب و المتخصص في الديانات برونو سولت، القصة الأسطورية الإنسانية لآباءه.

    لإنعاش و إخصاب الميراث العريق للتصوف، أسس والد جدته الشيخ العلاوي (1869-1934)، سنة 1909 بمستغانم طريقة جديدة، تمتاز بانفتاحها على الديانات الأخرى و على العصرنة. لم تمنع عمومية المؤسس من أن تشك فيه الإدارة الفرنسية، إذ هو كذلك وطني. شارك إبنه و حفيده، خليفتَـيه بفعالية لتحرير الجزائر، قبل أن يصطدما بحزب جهة التحرير الوطني السلطوي و المعادي للدين.

    لما توفي أباه قبل أن يدرك الخمسين سنة، كان خالد بن تونس يعيش حياة جديدة بفرنسا. بدون أي توقع، عينه مجلس الحكماء للطريقة العلوية شيخا. أعطى لهذه المهمة بعدا دوليا، مشجعا الحوار بين الديانات، و الإهتمام بالبيئة، و التعليم، خاصة مع الكشافة الإسلامية لفرنسا.

    تبين لنا، هذه الحكاية التاريخية الأخاذة، و المثارة بالقفزات الفجائية لتاريخ الجزائر، إسلام محبة كوني مجسد حسيا في الحياة الإجتماعية و العصرنة ».

    قدمنا وقائع مهمة من حياته، جلها من هذا الكتاب، في الفقرة: « الشيخ خالد بن تونس الإنسان» بالرابط:

  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  صورة الكتاب « الأخوة في الميراث »، طبعة ألبان ميشال بفرنسا، أبريل 2009، و هناك طبعة جزائرية صدرت في أكتوبر 2009،  من مؤسسة الحبر/ البرزخ. ثمن النسخة في حدود 650 دينار جزائري.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق