الأحد، 22 مايو 2011

إن الذين يصبون الزيت

إن الذين يصبون الزيت على النار لا يقومون
 إلا بتعزيز الذين يسعون للحوار

    قام الشيخ خالد بن تونس بزيارة لجزيرة لارونيون سنة 2008، أجرى خلالها عدة حوارات و ألقى محاضرات و طاف بعدة معالم بالجزيرة.
    هذا مقتطف من حوار أجرته معه جريدة (Temoignages) بالجزيرة المذكورة، نشرته يوم 7 مايو 2008.
    ابتدئ الحوار و ختم بصدى أحدثه فيلم قصير، إنتشر في تلك الفترة على الشبكة العنكبوتية من إنتاج شخصية هولندية مرموقة يحرض على الفتنة و يعادي الإسلام.

     بعد تمهيد في الموضوع، قال الشيخ خالد بن تونس مايلي:
    - .... التجاوزات و التطرفات خطيرة و لكن لها شيئ مفيد، فهي تردنا إلى الحقيقة. نسينا بعض الأشياء أو إستخفينا بها، و مجرد رؤيتها تطرأ بهذا الإفراط يدفع الناس للبحث عن الحقيقة. لم يبع أبدا القرآن بهذا الكم، و لا وثائق حول الإسلام نشرت بهذا القدر، و بكل اللغات. و خاصة بالولايات المتحدة منذ تاريخ 11 سبتمبر. إن الذين يصبون الزيت على النار لا يقومون إلا بتعزيز الذين يسعون للحوار. نحن بحاجة إلى معرفة أنفسنا و للحوار.. و إذا لم نقم بذلك سيقوم به هؤلاء الذين سيقودون الإنسانية إلى صدام الحضارات. سيبعدنا هذا عن مخاوف عالم اليوم...

- ما هي وجهة نظرك للمسلمين، و أكثر للذين يعلنون ولاءهم لتنظيم القاعدة؟ و حول إختيارهم للبلدان المستهدفة؟ لا يختارونها عشوائيا.
    - هناك الكثير ما يقال عن القاعدة. أنتمي إلى هؤلاء المسلمين الذين لهم شكوك كبيرة حول هذا الموضوع.

- على ماذا يحمل شكوكك؟
    - حول وجود هذه الجماعة. وراء كل هذا يوجد الكثير من الغموض، حسب رأيي. توصف لنا منظمة دولية...

- و يظهرون لنا- بالفيديو- أناس يعيشون كأصحاب الكهوف...
    - هو ذاك... يتواجد إلا ما يشرب و يؤكل. يجب البقاء حذرين. يوجد التطرف و يوجد التعصب. في الإسلام أو في الديانات الأخرى. هذا أكيد. و يوجد شباب طائش و شباب يفجر نفسه. هذا أكيد...

- قالت الأنتروبولوجية دنيا بوزار أن الإرهابيون يستغلون الدين، مثلما يمكن القيام بذلك مع أي إيديولوجية. هل هذا كذلك رأيك؟
    - أكيد يمكننا إستغلال و التلاعب بأي شيئ حتى الدين. و ليس فقط الدين الإسلامي. حدث تلاعب باليهودية. و مثال المحافظون الجدد فيما يخص المسيحية، متقدمين جدا. و كذلك بعض الميولات الإسلامية. يستخدم الدين لغرض محدد.
     و لكن الدين قبل كل شيئ هو لتغذية الضمائر، و إيقاظ فينا محبة القريب، و احترام الحياة، و قدسية الحياة، و العلاقة مع الآخر، و الغيرية، و التسامح... عندما تغادر هذه الخصال الكونية يصبح أداة في يد مؤسسة أو سلطة. كانت إرهابية أو غير ذلك. علينا بالحذر...

- لا ينقص الناس أبدا ذريعة ليتقاتلوا. و لكن كيف تفهم أن الدين ما زال يخدم ذلك؟
    - ربما أننا لم نرد بما فيه كفاية. برأيي مازلنا بصدد البحث عن تقارب جديد. لأن العالم لم يكن أبدا مثلما هو عليه اليوم. بقدر ما كان العالم يعيش على صعيد القبيلة و القرية كان الناس يعيشون الدين على نطاقهم.
    - اليوم عندما نقول "العولمة" نقول تقييس كل شيئ. نحن بصدد جعل الدين معياري (مقياسي)، و هذا خطير جدا. ما هو خطير أن العولمة تحث على إسلام معولم و مسيحية معولمة، إلخ.. إن الذي يجري بهولندا و الولايات المتحدة يجري اليوم بسان بول و سان دونيس(*).

- هذا ليس جبرا...
    - ليس جبرا، و لكنه في طور الحدوث. لأن لا أحد بإمكانه إيقاف الأفكار. و هكذا.

- أكيد أنها لا تتوقف و لكنها تتحول.
    - نتمنى أن ما تعيشونه في جزيرة لارونيون غير ما يعيشه سكان أمستردام. اليوم مع العولمة كل الناس تسمع نفس شيئ. تغرق الأخبار كل العالم في تدفق مستمر و قليل من الناس "يرشحون" لكي يفهموا الأشياء...  
––––––––––––––––––––––––––––––––––––––
(*). سان بول و سان دونيس مدينتان بجزيرة لارونيون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق