السبت، 23 أكتوبر 2021

مهرجان المولد النبوي الثالث

مهرجان المولد النبوي الثالث

 

 

  نظمت المنظمة الدولية غير الحكومية AISA ONG بالمشاركة مع مدينة نيس المهرجان الثالث للمولد النبوي الشريف، الذي انعقد يوم الخميس 21 أكتوبر 2021، ابتداءا من الساعة الثامنة مساءًا، وبث على المباشر عن طريق وسائل التواصل عبر الأنترنيت.

 


   بتاريخ 18 10 2021، أصدرت المنظمة الدولية غير الحكومية  AISA ONGبيانا بعنوان "يحتفل بالعيش معًا في سلام في نيس"، وجاء في نصه ما يلي:

"مهرجان المولد النبوي الثالث

    أضحى الإحتفال بالمولد النبي الشريف، الذي يحتفى به في جميع أنحاء العالم، المناسبة السعيدة للتبادل والاكتشاف والتشرب بالقيم العالمية التي لا تنضب، والتي نتشاركها جميعًا. تقوم هذه القيم بوصلنا، وتجعل من اختلافاتنا فرصًا للالتقاء والفهم والتعلم من بعضنا البعض.

     بعد مرور عام على اغتيال الأستاذ صمويل باتي(1)، تذكرنا القيم السلفية التي نقلها الرسول صلى الله عليه وسلم وانتهكها هذا العمل الشنيع بتعاليمه السمحاء.

"مداد العلماء خير من دماء الشهداء"(2).

    جرى اللقاء في مركز جامعة البحر الأبيض المتوسط (CUM)، الذي هو مؤسسة بلدية في نيس، ويعتبر ملتقى عام، يستقبل المؤتمرات والحفلات الموسيقية والندوات.  قدمت كلمة الإفتتاح السيدة أنياس رومبال نائبة رئيس البلدية، التي عوضت رئيس البلدية، الذي اعتذر، وكان حريصا على المشاركة، كما جاء في قول النائبة، وحالت دون مشاركته ارتباطات غير متوقعة.



   
    حضر اللقاء وشارك فيه، كل من السيد موريس نيدام، رئيس الجالية اليهودية بنيس كوت دازير، والسيد فيليب شانوان أسّو، مندوب الأسقف لمدينة نيس، وكذا الشيخ خالد بن تونس، الرئيس الشرفي لـجمعية AISA ONG المنظمة الدولية غير الحكومية. كما قدم كلمة المخرج فليب بيكار، مخرج "نحن جميعا"، الذي قدم شهادته عن إنجازه البصري.

     في هذه النسخة الثالثة، شاركت المطربة أمل وهبي، عرابة اليوم الدولي للعيش معًا في سلام، وجوقة رينانيم العبرية، وجوقة نوتردام، دو بون فواياج، والمجموعة الإنشادية للطريقة الصوفية العلاوية.

 

    اعتلى الشيخ خالد بن تونس المنصة وقال:


   السلام عليكم.

    إذا كان لدي شيء أقوله، وهو أن أشكر جميع الذين واللواتي ساهموا في الجعل من هذه الليلة ماهي عليه اليوم، ليلة لقاء، وليلة سلام، ليلة مشاركة، وفي المقام الاول الشكر موصول لمدينة نيس ورئيس بلديتها ومجلسها البلدي وأصدقائنا وإخواننا، وممثلي المجتمعات اليهودية والمسيحية، والمجموعات الصوتية التي ستنشد الليلة معا، بمناسبة مولد رجل، رسول ونبي، حيث رسالته في أيامنا هذه أسيء فهمها، من طرف أهلها، وأيضا بنسبة أقل من طرف الغير. إن التقليد الذي ولدت فيه، وسخرت جزء من حياتي من أجله، علمنا دائما بأن نسهر وننقل، أن نحمي وننقل فكر يمكنه أن يجمع ويواسي ويساعد كل الذين واللواتي هم بحاجة إلى مساعدة.

    عندما سئل جدي من أنت؟ أجاب، أنا واحد من الأخوة. في الأربعينات، مباشرة بعد نهاية الحرب، أسس جمعية لليهود والنصارى والمسلمين والبوذيين والعلمانيين، كما كان يقال في ذلك العصر، الإجتماع محاولة جعل دائرة الأخوة هذه حقيقة في جزائر ذلك العصر. لو استمع إلى أولئك الرجال والنساء ربما لكنا سنتجنب الأسوأ، ولكننا لا نستطيع إعادة صياغة التاريخ. ولكن فرحتي اليوم أن أرى  أن مدينة نيس ولحظة مثل هذه أضحت ممكنة، ليلة مكرسة لمولد نبي الإسلام، وإسلام اليوم شُوّه في العالم، مُساء الفهم في التعليم الأنسي وفي الحكمة التي أبرزها، حينئذ، نعم، أقول إنها معجزة، وأشكر جميع الذين واللواتي الموجودون هنا، وساهموا في تجسيده.

    أريد أن أشير أن مخرجا قدم لنا هدية هائلة، فيلما، "نحن جميعا"، عنوانه يكفي للإيعاز، فيلم حول هذا البحر الأبيض المتوسط، وكيفية العيش معا بين الضحية والجلاد، جاء ليصلح ويعيد بناء الحياة، ويعيد ارتباطنا من جديد، مع هذا النسيج الذي يسمى الإنسانية، مثلما قال لنا القس أسو  أنها واحدة، ولم تتحقق بعد، ويتطلب الأمر وقتا. ولكن كم من الوقت سنحتاج؟ ولكي نبدأ، ألا ينبغي أن ندرسها لأبنائنا؟ وفي المقام الأول في مدارسنا، وينبغي أن تندرج في المناهج التربوية لأبنائنا.

    السلام لا يُبتكر، السلام يُصنع. نعم، قلتُ أن السلام ليس توقيع إتفاقيات، ولا يحدد على قطعة ورق، مادام يوجد سلام ذاتي، وسلام مع الغير، وسلام مع طبيعتنا وبقية الخلق. متى سنبلغ هذا النضج، حيث يصبح الإنسان يعي مسؤوليته إزاء نفسه وإزاء الغير؟  لدينا جميعا علامة، وصلات تربطنا. ليرفع كلّ منكم قميصه، وسيرى أن لديه شامة، نسميها السُّرة. بسُراتنا نحن مرتبطين بأمهاتنا، وأمهاتنا بأمهاتهن، وهكذا ودواليك، إلى ما لانهاية. نحن جميعا في هذه الصلات، وبالصلات نحن كائنين. الحياة هبة، لا أحد منا طلبها، إنها هبة منحت لنا. أما الوجود وتواجدنا الشخصي، فعلى كل منا تشكيله وخلقه حول قيم. قيم الطيبة والكرم والتضامن، وقيم الأنسية، وإن جميع الديانات تنص على هذا المعنى، ولكن ماذا فعلنا بالتدين، وكيف درّسناه لأبنائنا؟ بالذي يجمعنا قمنا بخلق معارضات، العجرفة، وبالفعل، نحن جميعا آدميين، ولكننا أضعنا المنطق الذي يربطنا، المنطق الذي يجمعنا. حان الوقت، لا يتعلق بالصدفة، وها هو الوقت قد أظلنا. إنه اليوم في هذا المكان الرائع، الذي بُني لأجل لمّ شمل البحر الأبيض المتوسط، وتدريس العلوم والمعارف التي تقربنا من بعضنا البعض، واليوم نحن منحناه إسما وقلدناه مهمة، إنها الدار المتوسطية للسلام.

     إن فرحتى هي الإقتسام معكم اليوم، أنتم وشأنكم عندي، لأننا جميعا آوِلين إلى الفناء، ومندرجين نحو الفناء، ولكن أعمالنا وشهاداتنا ستبقى من بعدنا. جميع الذين يعملون من أجل السلام والعيش معا والوحدة والمصالحة بين العائلة الإنسانية لا يُنسوْن، أنا متأكد، وذاكراتهم وأرواحهم معنا اليوم، لأنه جرى الأمر في الماضي، وسيكون مع الأجيال المقبلة، إلا شيء واحد، وهو أن نستثمر في رؤوس أموالنا، أبنائنا هم رؤوس أموالنا، أبنائنا وأحفادنا، حتى يتمكنوا من بناء مستقبلهم، الواحد مع الآخر، وليس الواحد ضد الآخر. لا نترك هذا العالم يقود الأجيال المقبلة إلى دفع ثمن أخطاء ارتكبناه نحن، وإن الخطأ الأعظم هو أننا أهملنا الصلات التي تربطنا.

    شكرا جزيلا.

ــــــــــــــــــــــــــ

(1). السيد صامويل باتي، كان معلما للتاريخ والجغرافيا والتربية المدنية في مدرسة ابتدائية، وعرض على تلاميذته صورًا كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في درس على حرية التعبير. حسب التقارير، تسبب درسه في اغتياله يوم 16 10 2020، من طرف شاب مسلم، تمت تصفيته أثناء عملية الإيقاف، وشكلت الحادثة مادة شديدة الإشتعال في صياغة معاداة الإسلام والتضييق على الجالية الإسلامية المقيمة في فرنسا وأوروبا بشكل عام. وكانت في الجانب الآخر فرصة لإبراز مكامن العيش معا والحديث عن سماحة الإسلام وبراءته مما نسب إليه.

(2). نقل أهل الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله "إذا كان يوم القيامة يوزن دم الشهداء بمداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء".

(3). بيار تيرار الذي أخرج أول فيلم له سماه "نحن جميعا''، الذي يفتح لنا عالم آخر، عالم تسامح وإخاء. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق