السبت، 23 أكتوبر 2021

لقاءه بإذاعة رميم

لقاءه بإذاعة رميم

 

    مباشرة بعد نهاية إحتفالية مهرجان المولد النبوي الشريف بمركز جامعة البحر الأبيض المتوسط (CUMانفردت مذيعة راديو رميم بالشيخ خالد بن تونس، وحصلت منه على لقاء حصري، وجاء في الحوار ما يلي:


   سماحة الشيخ خالد بن تونس، أهلا وسهلا بكم. نحن ضيوفكم اليوم، في مدينة نيس المضيافة، في احتفالية المولد النبوي الشريف، إحتفاءا بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

    أنتم في إذاعة رميم، وكل المستمعين فرحين بهذا الإنجاز، الذي قام به شخصكم الكريم، وكل الفريق العامل معكم على إحياء المهرجان الثالث للمولد النبوي الشريف في مدينة فرنسية، وفي أوروبا. ما هو إحساسكم اليوم، بعد نهاية هذا الإحتفال؟

    قال الشيخ خالد بن تونس: نهاية هذا الإحتفال تدل على ما أعتقد على شيء واحد، يشعر به الجميع، وهو أنه لتزال تلك الأخوة الأدمية عاملة في قلوب الناس، تشهد على أنه لتزال عند بني آدم كائن ذلك المداد أو الصلة، التي يستطيع أن يجمع بها الإنسان القلوب ويدخل السرور على الجميع.  شاهدنا كيف كان معنا يهودا ونصارى وغيرهم من الأديان، كانوا حاضرين معنا يحتفلون بعيد المولد النبوي الشريف، في بلاد معروفة عند الكثير، أنها بلاد، ربما من جهة الإسلام، أنها لا تتقبله. وهذا غلط.

    نحن مَن لم يَعرِف كيف نقدم رسالتنا إلى غيرنا. إذا جئتَ إلى الناس عاملا بقلبك، ومطيتك المحبة والتعامل الحسن والإحترام، فإنك تنال من ذلك شيئا. وإذا جاء الإنسان، مكتفيا بنفسه ومغلقا عليها، ويريد أن يفرض نفسه على الآخرين، فإنه لا إكراه في الدين، فلن تجد كلمته طريقا.

    نحن نحاول ونسعى حتى يعيش الخلق معا في سلام واحترام وتعاون. نتعاون، لأن المحنة التي تمر بها الإنسانية، والمشاكل التي تواجه إنسانية الغد، تجد حلولها بإشراك الجميع. لما أتى الوباء لم يستثني أي بلد، لا غني ولا فقير، كل العالم توقف. توقفت الطائرات والسفن. كل شيء توقف. في الهواء الذي يتنفسه الإنسان، وتكون به الحياة، هنالك سكن. الهواء والماء نتقاسمه جميعا.

   ماهي أحوال إنسانية الغد؟

    إذا لم تجمع شملها، وتوجهت لما فيه الخير للجميع، وليس لفئة من الفئات، تختص الأغنياء أو الأذكياء أو العلماء، بل تتوجه للجميع، ولفائدة الجميع، وخاصة الضعفاء والمساكين. - وخص بالذكر - والناس التي تعبر البحر، وتموت بالمئات في كل سنة. هل هذا الشيء مقبول؟ إن الإنسان الذي لتزال الحاسة في قلبه، وليزال يملك الإيمان بالله، ويملأ فؤاده الرجاء والأمال في الله، فهذا يعمل لصالحه.

قالت المذيعة: الشيخ خالد بن تونس، أنت المبادر للسلام، وأنت المبادر لليوم الدولي للعيش معا في سلام، حملته إلى الأمم المتحدة، وتم تبنيه من طرف 193 دولة، وهذه السنة أوقدنا الشمعة الرابعة لهذا اليوم الجميل، واحتفل به في 16 مايو. كيف تشعر اليوم؟

    قال الشيخ خالد بن تونس: أشعر بارتياح، الحمد لله والشكر لله، أشعر بارتياح كبير. وما يعتقد الناس أني قمت به، لم أقم بشيء على الإطلاق، كنتُ الآلة المحركة لإرادة عليا. أنا لا أرى نفسي قمت بشيء مهما كان، ولا أدعي فعل أي شيء مهما كان، سوى أنه حان الوقت، لست أنا، بل الوقت قد حان. قد حان الوقت لفتح أعيننا وفتح قلبنا، فإنسانية اليوم ليس لها بديل، إما أنه العيش معا أو الحرب فيما بيننا، لا توجد بدائل أخرى.

    ينبغي الإدراك. عندما وافقت الدول 193 بالإجماع في الأمم المتحدة، وأطرقت المطرقة، رأيت الإنسانية، رأيتها كجسد، وكل بلد يُشكل عضو. إننا متساويون، سواء كنا مسلمين أو غير مسلمين، دينيون أو لا دينيون، نركب نفس السفينة، التي تسمى الأرض، لدينا واحة حياة، ونحن بصدد تحويلها إلى جحيم، فغاباتنا تحترق كما هي رئاتنا. رئاتنا تحترق، فالباطن بوباء كوفيد وغاباتنا تحترق بالنار. متى سنعي أنه ليس لنا سوى أرض واحدة؟ لا يوجد إثنتان. القيام بالمحافظة على الأرض، والمحافظة على سكان الأرض، بما فيها النباتي والحيواني والمعدني.

    لنحاول أن نكون معا حتى نجد التوازن الصحيح لاقتصاد الرفاه. لنتوقف مع اقتصاد الربح واقتصاد الكازينوهات، الذي يغني البعض، ولكن مع المآل إلى وضعيات غير معقولة. مما يعنيه أننا بصدد تحويل الأرض إلى صحراء قاحلة، مع سيادة الإعتقاد أننا نجني ثروة. ولكن فيما تغني ثرواتنا، وإلى ما ستؤول تكنولوجياتنا، إذا أصبحت الحياة على الأرض مستحيلة؟ وإذا أصبح الهواء الذي نتنفسه غير صالح للإستنشاق؟ والماء الذي نشربه غير صالح للشرب؟ في حين تتواجد في البحار والمحيطات نفايات البلاستيك أكثر مما تتواجد فيها الأسماك.

المذيعة: بالفعل.

الشيخ خالد بن تونس: يجب العودة إلى تحكيم العقل.

المذيعة: الشيخ خالد بن تونس، أشكرك جزيلا على ما منحتنا إياه من لقاء حصري مع إذاعة رميم، وسأكون سعيدة لو إلتقيت بك في ظروف أخرى، ويكون دائما للإحتفال بالسلام.

الشيخ خالد بن تونس: بكل سرور.

المذيعة: شكرا جزيلا.

الشيخ خالد بن تونس: الله يبارك فيك. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق