الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

الذكرى العاشرة للعيش معا لكان


الذكرى العاشرة

 للعيش معا لِكان

 

    جرى يومي 23 و 24 أكتوبر 2021 بمدينة كان الفرنسية الإحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس جمعية العيش معا لكان، وقد خصصت بالمناسبة برنامج ثري لإحياء التظاهرة، وشارك في التنظيم كل من الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة الدولية غير الحكومية، والكشافة الإسلامية الفرنسية.

    تأسست جمعية العيش معا لكان سنة 2011، وجعلت من أهدافها أن تكون محورا للقاء مختلفات الطوائف والتوجهات، ومجالا للتعارف وبناء السلام.

 


السيد بيير شوفاليه، رئيس جمعية العيش معا في سلام لِكان، يلقي كلمة ترحيبية، وبجانبه نائبه السيد عياشي صالحي


   
بمناسبة مرور عقد على تأسيسها حضّر المشرفين عليها برنامجا ثريا ومتنوعا، على مدار يومين. قدم في اليوم الأول مجموعة من الأساتذة المحاضرات في الصباح، وبعد الظهيرة خصص الوقت لإقامة الورشات، وفي المساء برمجت نشاطات فنية. وفي اليوم الثاني قدم صباحا فيلما وثائقيا، وبعد الظهيرة جرت الورشات واجتمع للمنتدى، وكذا مسيرة للسلام عبرت نهج لا كروازات الشهير. كما تخلل المهرجان نشاطات رياضية.

    كان للشيخ خالد بن تونس نشاطا مميزا خلال التظاهرة، فقد شارك بمحاضرة "العيش معا: حقيقة أو طوباوية"، ونشط المنتدى في اليوم الثاني، وتفاعل في إحدى الورشات، وحتى الحفل الفني، حرص على متابعته وتقديم توجيهاته أثناءه. أثناء المسيرة كان حاضرا برفقة مختلف ممثلي الديانات والمجتمع المدني.

 

 نسخ من وثيقة الإعلان العالمي للعيش معا في سلام


   كما تم التذكير في الإحتفال بضرورة دعم جهود السلام وتعزيز مباداراته ونشاطاته، وذلك من خلال الإلتزام  بمضمون وثيقة الإعلان العالمي للعيش معا في سلام، والتوقيع عليها، والإسهام في نشرها ومشاركتها.

https://16mai.org/declaration_ar/

 

في الحفل الغنائي

    تم في سهرة يوم 23 أكتوبر تنظيم حفل موسيقي غنائي بدار الشباب والثقافة لِكان، نشطه كل من مغني الراب الفرنسي ياس لوغو والمطربة الجزائرية، عرابة اليوم الدولي للعيش معا السيدة أمل وهبي.

    عند نهاية الحفل دعت المطربة أمل وهبي الشيخ خالد بن تونس لصعود المنصة، حيث كان يقف مجموعة من الحضور، وخصوصا الساهرين على المهرجان، يتقدمهم بعض الأطفال، وعندها قدم كلمة قصيرة، حيث قال:

    شكرا لكم جميعا.

    ـ متوجها إلى المطربة قال ـ شكرا لأنك غنيت لنا وأطربتينا. وهذه اللحظات التي لا تنسى أهديها للجميع وخاصة أبنائنا وأحفادنا، إنهم مستقبلنا. إنها المرة الأولى، وأقرّ، التي أشهد فيها فرقة غناء راب، كنت بحاجة إلى مترجم، كانت مفاجأة بالنسبة لي، لأرى كيف تطور الإعلام، وبأي كيفية نمرر اليوم الرسالة، رسالة الأخوة ورسالة الإنسانية هذه، مع تعقدها وتنوعها.

    ينبغي اليوم القيام بوثبة، كما قلتُ بالأمس، الخروج من ضائقة النفس لفهم العالم الذي نعيش فيه اليوم، ورؤية السرعة التي يتغير بها ويتطور. هذا الصباح تطرقت إلى الحروف، والحروف هي كائنات، فنحن حروف وكذلك كائنات، ولكلٍّ منا صوت، ولكل منا جسد، ولكل منا نفس وروح. الأجساد مثل حبات المسبحة المختلفة، يربطها خيط، هو خيط الروح، الذي لا نراه، ورغم ذلك هو من يصنع وحدتنا، وهذه المسبحة أعطيها لك – ومنحها للمطربة أمل وهبي، التي كانت تقف بجانبه ـ. إليكم رمز هذا الإتحاد الأخوي، في الفرح والإحترام والصداقة المقتَسمة، معكم أنتم جميعا، كنتم مسلمين أو غير مسلمين، نحتفل معا بالمولد النبوي الشريف، إنها فرحة بالنسبة لي في ساحل دازير، أن يقع على مدى ثلاثة أيام، احتفال يتلوه احتفال، ونمضي لحظات لقاء مشاركة معا، ضمن تنوع مجتمعات الإيمان، والنتيجة أمامنا، بهجة رؤية هؤلاء الأطفال يكبرون وسط هذا الحال، حال التسامح والصداقة والأخوة المقتَسمة. إذن فعلينا تسخير الجهد اللازم، حتى يصبح عالمهم أجمل من عالمنا، يطبعه عنف أقل، ويسوده أكثر تفاهم واحترام وكرامة. إنها رغبة. وكل واحد منا عليه أن يحمل لبنته لبناء دار السلام هذه. المسلمون لوحدهم ليس بمقدورهم بناءها، والمسيحيون بمفردهم ليس بمقدورهم ذلك، اليهود كذلك وحتى البوذيون والهندوس، أضف إليهم الذين يقولون أنهم لا يدينون بدين. إذا حمل كل واحد لبنته، سنستطيع بناء دار السلام هذه، حيث كلٌ يجد مكانه. شكرا جزيلا لكم جميعا.

 

بدار الشباب الثقافة

    يوم 24 أكتوبر صباحا، كان للشيخ خالد بن تونس لقاء مع الكشافة الإسلامية الفرنسية، بدار الشباب والثقافة بمدينة كان، الذين اجتمع بهم على المنصة، وقال كلمة موجزة، حيث صرح "يوجد 56 مليون كشاف في العالم.. 110000 شاب في الكشفية الفرنسية، هذا ليس بالكثير، ولكنها عائلة شبانية ومدرسة شعبية تحاول تلقين المواطنة والمسؤولية المدنية، وخاصة نهج الأخوة وسلوك العيش معا...".

    في نفس المكان تم استقبال فريق المشاة الذي قام برحلة سيرا على الأقدام، من مدينة نيس إلى مدينة كان، والفريق معروف باسم جمعيته الدولية كومبستيل قرطبة، وكان في انتظارهم أعضاء من جمعية عيسى وأفراد من جمعية العيش معا لِكان. تقدم ممثل المشاة السيد ميشال بوفي وقدم كلمة.

    في ذلك الصباح بنفس قاعة دار الشباب والثقافة، تم عرض روبورتاج وثائقي ليوهان بيكار، وبعد نهاية البث تقدم بعض الحاضرين منهم بعض منجزي الفيلم إلى المنصة للنقاش، ثم عرض على الشيخ خالد بن تونس تقديم تدخل، سيعرض لاحقا في صفحة خاصة به.

 

جانب من المعروضات

 

مسيرة السلام عبر نهج لا كروازات

    ما يميز مهرجان كان، هو مسيرته الحشدية عبر أشهر شارع بالمدينة، وهو نهج لا كروازات، ويستمد هذا الشارع شهرته من مهرجان كان السينمائي. شاهدت صحيفة "Nice matin" الحدث مساء يوم 24 أكتوبر، ونكتفي بذكر ونقل شهادتها.


 أثناء مسيرة السلام

في المنتدى

    في اليوم الثاني بعد الظهيرة شاطر الشيخ خالد بن تونس السيد (كارلوس بالما)، رئيس المنتدى العالمي للشباب من أجل السلام، في المنتدى، الذي لم ينشطه سوى هما الإثنين، لقد غاب عنه عدد من الذين كان من المقرر أن يشاركوا فيه. كانت تدور محاوره حول التضامن والأخوة، والبيئة، والمسؤولية المدنية والتربية.


الشيخ خالد بن تونس رفقة السيد كارلوس بالما


في ورشة

    في ورشة شارك فيها يوم 24 أكتوبر، كان للشيخ دردشة مع الأساتذة وممثلي الديانات، وجرى حوارا، فلما طُلب منه أن يوضح مشروع دار السلام، قال: هذا بالضبط ما قد قيل في شهادة. في هذا ينبغي على رجل الدين أن يتحلى بالإدراك، ويحذر من الأنا، لأنه يمثل في نظر الناس ومجتمعه والمجتمعات الأخرى القدوة، عندما يقول شيء ما أو يفعل شيء ما، فهو يُتخذ كقدوة. في حال أنه إذا رآه جرى بين المتدينين فيما بينهم، وإذا فِعلا قاموا بذلك، لأنهم قبل ذلك، إن الإمام والقس والحاخام، يمثلون الأبواب، فهم من عليهم بحزم أغراض البيت، للسماح لبعضنا البعض بالدخول. ولأن التجربة التي سيقت من هذا اللقاء بالنسبة للأطفال قد أثرت فيهم، وظهر الأمر ممكنا. بالنسبة لطفل مسلم، الذي يقول لا يمكنني الدخول للكنيسة، والأخص من ذلك معبد يهودي. وفجأة يتمكن من الدخول، ولكن برفقة ممثله، وهذا ما يسقط الحواجز، وينبغي أن يبدأ ذلك مع رجال الدين بأنفسهم. إذا هم لم يقوموا بذلك، كيف تطلبون من الناس أو المواطنين أن يقومون به.   

     لقد ذُكر مشكل أعياد الميلاد المسيحية، هذه المسألة وجد حلها المسلمين في القرني 9 و 10، حيث في القاهرة كان المسلمون والمسيحون يحتفلون بأعياد الميلاد، وكان ذلك اليوم، الناس فيه في راحة، بأمر من السلطان، وكان ينصب إيوانا على طرف النيل للجميع، وتدق الطبول كل عام في هذه المناسبة. هل ترون، نحن في القرن الواحد والعشرين، ويطرح هذا السؤال، فلإننا نجهل التاريخ..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق