الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

الصلاة و السريرة


 الصلاة و السريرة


    .... ليس من السهل التكلم عن السريرة ( سريرة الإنسان )، إلى حد جعلها "تُتذوق"، كما طرأت على رجال الإسلام. و لفهم أفضل، يجب تفحص أصلها. ألا و هي الصلاة.

    للصلاة مكانة رئيسية. هي القاعدة الثانية للإسلام بعد الشهادة. لم تتغير منذ خمسة عشرة قرنا، منذ نزلت على الرسول صلى الله عليه و سلم. واجبة على كل مسلم و مسلمة، و تلعب دور مهم في حضن الأمة الإسلامية. تُقدس الوقت، و تقام خمس مرات في اليوم، من الفجر إلى العشاء. في كل وقت من هذه الأوقات، يُدعى الإنسان إلى لقاء يجد فيه وجوده مدى آخر. تدعو الأوقات المقضية في الصلاة الإنسان، في كل مرة إلى ضرورية الصلة بالله. و لإقامة الصلاة نتائج متعددة في المجتمع الإسلامي. نستطيع القول كذلك الحسي. تحوي الصلاة حركات حسية: الركوع و السجود. إنها حركة، و نظام، و اتجاه، و هوية للأمة بأجمعها. للمكان دور يلعبه. المسجد مكان الصلاة، له مكانة معتبرة بسبب اللقاءات اليومية للصلاة. إن الوضوء و قراءة القرآن، و كل ما يحيط بالصلاة، يقوم به الإنسان منذ الصبى حتى الموت، ما دام يقيمه و يقويه في الحضرة الإلهية. هناك كذلك مساواة المصلين، الإصطفاف في المسجد. المساواة أمام الله هي وصلة إسلامية إجتماعية أخرى في الإسلام. إن قلب الصلاة هو السريرة التي نتكلم عنها. هي تفكر، و ذكر، و سلام، و تأمل، و رؤية، و فناء في الله.

    "تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا. سيماهم في وجوههم من أثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة و الإنجيل كزرع أخرج شطأه فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيض بهم الكفار. وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات منهم مغفرة و أجرا عظيما". سورة الفتح، الآية 29.

     فالتكلم عن السريرة في الإسلام، يجرنا إلى الكلام عن أهل الذكر، هؤلاء الأخيار، أصحاب العلوم العزيزة، و الحكمة الكونية، و سمو نفس، و رباطة جأش أمام الميولات السلبية للنفس، قد طبعوا طوال التاريخ، طبعوا العالم الإسلامي. 
    رجال الله، هم حماة علمه، و أهل معرفته، و مبلغي إسمه الأعظم.

"الذين يذكرون  الله قياما و قعودا و على جنوهم و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ». القرآن الكريم. « في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها إسمه يسبح له فيها بالغدو و الأصال". سورة النور، الآية 36.



من «Les Amis de l’Islam»، عدد 11، درانسي 1984.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق