الأحد، 21 أبريل 2019

إعدادات مئوية الطريقة العلاوية

إعدادات مئوية الطريقة العلاوية


     تحسبا لمرور مائة سنة على تأسيس الطريقة الشاذلية الدرقاوية العلاوية، رأى شيخها خالد عدلان بن تونس، أن يسمها بمشروع إنساني ذو أبعاد كبيرة، ثقافية وفكرية وروحية. فالمائة سنة هي دورة تجديدية، حيث عرفها النبي صلى الله عليه وسلم "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها". فارتأى شيخنا إلا أن يرصعها بحدث عالمي، يمس جميع الميادين. وقع الإختيار على أن تنظم في الجزائر، كما كان بإمكان الشيخ أن ينظمها في بلد آخر، فبدئ في تحديد الرؤى، ورسم الخطوط العريضة لمشروع عظيم، يعم خيره البلد والعالم.

    خرج برنامج الإحتفالية بتحديد مدار الأمر في إقامة مؤتمر فريد ومتميز للغاية، يدرس فيه كل أمر حكيم، يدوم سبعة أيام، وإطلاق قافلة، على متن حافلة، تجوب أنحاء الجزائر، برسالة مفادها زرع الأمل والسلام، في بلد، لم يكن قد ضمد جراحه بعد، من أحداث مأسوية، وتلحقها قافلة كشفية متوسطية، تضم كشفيات عدد من الدول المتوسطية، تتدارك كلها في مستغانم، وتجتمع إيذانا ببداية المؤتمرالعظيم في شهر يوليو 2009. رسم للحدث أن تتم فعالياته طوال عام 2009، وتحدث نشاطاته في كل من أوروبا، الكائن بها عددا من جمعيات أسسها الشيخ خالد بن تونس، وبالمغرب والجزائر، الذي له بهما جمعيات، تروج لأهدافه وتنشر تعاليمه.

    ولكن قبل خوض رحى هذه المغامرة، دعونا نلقي نظرة على محل الطريقة العلاوية من الإعراب، والتصوف بشكل عام، في بلد الجزائر.


قبل مجريات المئوية

     مر التصوف في الجزائر، بعد استرجاع الإستقلال بفترات عانى من تهجم السلطة الحاكمة عليه، واتهام أصحابه بالشعوذة، وأخفي تاريخه العريق، وأبعد صيته من كل الوسائط التعليمية والإعلامية، فلا نجد لذويه واسهاماتهم الجهادية والفكرية، ونشاطاتهم الصحفية والتعليمة، أي ذكر، فلا نعت لذويه في المنظومة التربوية الوطنية، كبرت أجيال وهي تجهل كل شيئ عنه، فلا تدري عنه إلا الإسم. تركت الساحة الإعلامية والتربوية، إلا لطائفة انتحلت المذهب الوهابي، واعتمدت المشروع السلفي الحجازي، ألذي نجح في الجزيرة العربية، منذ عشرينيات القرن العشرين، فكان الطريق مفسوح سوى لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي كانت تنتهج ذلك الإعتقاد، فلحد اليوم، لا يعرف تتابع الأجيال، سوى هذا الفكر، المروج له رسميا، على الخصوص في المنظومة التربوية والإعلام الرسمي، ومحي أثر البقية من أصحاب النهضة الجزائرية، مثقفين وسياسيين، التي عرفها البلد بعد الحرب العالمية الأولى، لقد كان تاريخ ثقافيا غزيرا، حتى أنه يوجد من بين المثقفين، ممن يعتبر النهضة الجزائرية الثقافية ما بين الحربين العالميتين، هي الأفضل على الإطلاق. بقي التصوف ممنوعا في البلد حتى في القرن الواحد والعشرين، ومع مجيئ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، سنة 1999، وتوليه زمام الحكم بالبلد، بدأ الجزائري يتعرف على التصوف، وخصوصا أن ذاق مرارة الويلات في عشرية دموية، ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب، قالوا كان دافع الأحداث ديني، يغذيه التوجه السلفي بطابعه الجهادي، فكان من الطبيعي أن يفقد هذا التيار صولته، رغم تمسك النظام به كمنهل وحيد، ويتجلى في الذكر فقط لأصحابه، دون غيرهم، وبدون كذلك الترويج لمبادئه، في المنظومة التربوية. تبقى المبادئ السلفية سائدة مقابل العقيدة الأشعرية، ولم يعد لأصحابها ذلك الصول، فقد كذبتهم شواهد الإمتحان.

     قبل خوض مغامرة مؤتمر بهذا الحجم، ودعوة مئات الشخصيات من خارج البلد، واستفراغ ذلك الوقت والجهد لتحضيره، كان لابد من استقصاء أعلى الضمانات، فلجأ الشيخ خالد بن تونس إلى سيادة رئيس الجمهورية، لعاطفته الصوفية، وانتسابه إلى بيت ذكر، ومحب للصالحين، فقد قبل بالأمر، وأكثر، طلب رعايته.

                     التحضير لمؤتمر 7 أيام من أجل التغيير. مستغانم 2008.


نظرة مشروع المئوية

     في مداخلة له يوم 23 مارس 2008، قدم الشيخ خالد بن تونس، حوصلة موجزة حول نظرة مشروع المئوية:
-        إن الذي أريد أن تعرفوه، أن الهدف من هذه المئوية، ليس المئوية بحد ذاتها، إنما على الخصوص تقييم الفكر الصوفي المحمدي.
-        هل هو قادر اليوم على تقديم نظرة وهداية ودينامية تحمل حلولا، أو على الأقل تقترح حلولا، لبناء مستقبل الإنسانية.
-        بالنظر إلى الإنسانية من حيث هي، وما لها اليوم... وصراع الحضارات، والتبادل الحضاري أو ما يسميه البعض ملتقى الحضارات.
-        هل بمقدورنا تعزيز لقاء الحضارت، ولقاء الأفكار؟
-        هل بمقدور التصوف اليوم، أن يكون حلقة وصل بين مختلف الأشخاص ومختلف المجتمعات؟
-        هذا هو التحدي الرئيسي لسنة 2009. 
-        إنها قدرات لترسيخ الأفكار، وآلية تفكير عميقة، تقوم بالتشكيك في بعض الأمور، وتقدم أراء جديدة، بالتعاون مع حركات تناضل في هذا الإتجاه.
-        في صراع الحضارات هذا، الذي نراه كل يوم، والحرب، وإهدار الدماء؛ ينبغي أن يصبح صراع الحضارت، موعدا للقاء الحضارات.
-        لا تفرضوا قيودا على الأفكار، ولا ينبغي التوقف عند المظهر، الذي نقول عنه "الطائفي" للتظاهرة، ولكن اجعلوها عالمية بالأفكار والمشاريع.
-        إن الذي هو اليوم، إقتراحات وأفكار ومشاريع أولية، تصبح بالفعل مشاريعا واقعية، خلال اللقاء، أو تبدأ أثناءه، وتمتد نحو 2010 و 2012، لا تقتصروا على مشاريع تتحقق في التاريخ المقرر لـ 2009.
-        كونوا حالمين وبعيدي النظر، واعملوا للأبعد، وكونوا عمليين وليس نظريين، كونوا عمليين، بما يمكن القيام به بشكل يومي.
-        كان الله في عونكم، وإقامة مريحة في دبدابة، ومؤتمر ناجح.

فلسفة مئوية الطريقة العلاوية

     أما عن نهجه، فقال الشيخ خالد بن تونس مبرزا "فلسفة" مئوية الطريقة العلاوية، بتاريخ 19 10 2008.
    إن المئوية هي إحتفال، ولكنها قبل كل شيئ، تذكير بالرسالة الشاملة، التي تظهر أن التصوف مازال حيا، وأفكاره منتشرة. فالتصوف مجدِد، ويرافق تطور المجتمع الإسلامي، ويحرس على الذاكرة. إن التقليد والعصرنة مترابطان. 

   في هذا الإحتفال لا نقوم بتمجيد أنفسنا. فهو تنظمه الطريقة العلاوية، ولكن ليس من أجل الطريقة. وإنه يشكل حدثا تاريخيا لتصوف القرن الواحد والعشرين.
 
    إنه مقدر له أن يكون له صدى على مدى 20 أو 100 سنة المقبلة أو أكثر. ينبغي زرع الأمل وليس التشاؤم، وترك أثر من خلال حدث، يكون بمثابة رابط، يُبلغ الحكمة والأخوة، ويغذي الضمائر ويُسكِن، ويكون حاملا للأمل. إن إنسانية الغد أمامنا. يجب أن نترك لها نهجا تتبعه، وأفكارا إيجابية. نحن نعيش في ظل فزع وخوف ونزاعات مستمرة مع الذات ومع الآخرين. ينبغي أن تَعلَم الإنسانية أنه توجد طريقة أخرى للحياة، في التناغم، وإعادة النظر في العالم، والمساهمة في عالم الغد، لجعله أكثر جمالا، وأكثر إنسانية، وأكثر واقعية، ولو بالشيئ القليل.

    تكشف مقاوَمة مخطوطة، تحدت دواعي الزمان لقرون، ووصلت إلى زماننا، أن سلسلة الذين تناقلوها، تبقى حية من خلالها، من حيث أننا نراها ونلمسها.

    نحن نعمل في هذا الإتجاه. ومن أجل هذا، ستتواجد تضحية في الوقت، وعمل، واستثمار كل واحد.
    يضيف الشيخ، إن الذي يهمني، هو تواجد أناس يشاركون في هذا الحدث، حتى ولو أنهم لا ينتمون إلى الطريقة. ليست طائفة. لا نعمل لأنفسنا ولا لصالحنا.

    وقدم مثال رسام سنغافوري، "بيكاسو أسيا"، مشهور في العالم بأسره، خصصت له الحكومة متحفا في حياته. هذا الرجل البالغ من العمر أكثر من 80 سنة، أمضى ساعات وساعات في رفقته، يسأله عن الشيخ العلاوي وعن الطريقة، مستفسرا عن أدق التفاصيل، عن الورد والعمارة، وغير ذلك. "حتى في الجهة الأخرى من العالم، فإن الشيخ العلاوي معروف. وهذه إشارة أن العمل يجري في لطافة، منذ اللحظة التي يكون فيها عملا خالصا".

    توجد شبكة عنكبوت روحية، فوق المعتقدات والإنغلاقات، التي يريدون أن يضعونا فيها. هي عالمية، تؤثر وتتصرف.

             الإحتفال بأسبوع المولد النبوي، بمستغانم في مارس 2008.


إحتفال مئوية الطريقة العلاوية:  

    في عالم في أوج تحوره، تطاله الأزمات المتعددة (حيوية، إيكولوجية، مالية، غذائية، أخلاقية، ...) خلقت جوا من القلق والفوضى، وسط الحاضر المضطرب والمستقبل الغامض، فأي طريق نختار وبأي وسائل نتحرك؟ إنه التساؤل الذي ندعو إليه، كل واحد للمشاركة فيه، بمناسبة مئوية الطريقة الصوفية العلاوية الدرقاوية الشاذلية، التي سوف نحتفل بذكراها، على مدار العام 2009
.
    وفي مواجهة التحديات التي يطرحها صون كوكبنا، يجب أن نفكر في مشروع إنساني جديد، يتسم بالتضامن الحقيقي. في الواقع، لا يمكن لكل واحد منا أن يُعرف، إلا من خلال علاقته بالمجتمع الإنساني، عبْر التفتّح وقبول الآخَر. للوصول إلى هذا الهدف، ينبغي الرجوع إلى روح الوحدة، وإلى التناغم بين الروح والعقل، وإلى الانتقال من ثقافة "الأنا"، ثقافة الفردانية والأنانية، إلى ثقافة "النحن" التي تُوحِّد، وتجمع كلّ بني الإنسان.

    سنة التفكير والأعمال و الاحتفالات هاته، ستشهد أحداثا كبرى، ولحظات مؤثِّرة، ولقاءات فريدة من نوعها. غير أنّ رهاننا، لا يتوقف عند العمل في الحاضر، بل يتعداه، لتكون أفعالنا حاسمة في الغد. على كل واحد وكل واحدة منا، أن يستشعر قدراته، وإلتزاماته العميقة، وكذا مسؤولياته. ومن خلال تأكيدنا على هذه القيم، التي بنَت ماضينا، يمكننا إدراك المستقبل، ضمن إرادة صلبة، في صنع السلام، بين الشعوب و الكائنات، وفي أنفسنا.

    بهذه الديباجة أطلق الشيخ خالد بن تونس، بادرة المؤتمر الدولي لمئوية الطريقة العلاوية، الذي استغرقت تحضيراته سنوات، حتى رأى النور. ففي كل من أوروبا والمغرب العربي، تم شحذ الهمم واستجماع القوى للتمكين من التأطير الجيد والتكوين المفيد، يفي بالغرض. عبر العديد من الدول الأوروبية، كفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا، وكذا في الجزائر والمغرب، أقيمت العديد من الملتقيات الفكرية والحلقات التدريبية، في مختلف الفروع، ككيفية الإستقبال والتوجيه، وخدمة المطاعم والإسعافات الأولية وتخصيص فرع للحضانة، وغير ذلك من الخدمات التي يستلزمها إقامة مؤتمر كبير.

                         درس في طريقة التسيير ميتا بالمغرب


في غمار الحدث

     لتأطير حدث بهذا البعد وذلك الحجم، تم تسطير برنامج جامع لمختلف الأنشطة المزمع القيام بها، وتحديد الخطوط العريضة لسيرورة الإحتفالية، فأطلق العنان لذوي الفكر والمؤهلين، كي يرسموا له السبيل الأمثل والمهمة الأنفع، فراحت توزع المهام والمسؤوليات، فأخذ كل شخص يضطلع بمهمته، ويفي بضوابط إختصاص مهامه. كان الأمر ملقى على عاتق مريدي الطريقة العلاوية، فقد أسند الشيخ خالد بن تونس زمام الأمر إلى المضطلعين منهم، وذوي الخبرات في مثل هذه الأحداث، كما أفاد إليه مختصين من غير طريقته، رضوا بالمهمة وساهموا في تأطير العمل المنوط.

     بعد الحصول على موافقة أعلى سلطة في البلد، الجزائر، بدأت في سنة 2007، التحضيرات الفعلية للإحتفال بمئوية الطريقة العلاوية، المقررة بعد عامين، ووضعت ملامح النشاطات، وجاء التفكير في كيفية الإضطلاع بالمسؤوليات وتوزيع المهام.

    للعلم أقيم عمل جبار لتحضير الإحتفالية، وقُسم المنظمين إلى مجموعات عمل، ولعدم توفر المعطيات، عن خلايا العمل، لا نقول سوى أنه جرى عمل جبار، دام ليل نهار، قام أصحابه بجهد يفوق قدراتهم على التحمل، لأن التحدي كان كبير، وللأمانة، شهدت شخصيات مرموقة في البلد، قائلة، أن الدولة غير قادرة على مثله، إنه من اختصاصكم، موجهة كلامها للشيخ خالد بن تونس. دام العمل سنوات لإخراجه في حلته المشهودة، والصحافة خير دليل، تابعوا مقالاتها في محلها، سننشرها في المدونة، بحول الله تعالى. وإن قوة العمل التي أبداها شابات وشباب الطريقة العلاوية، والكهول والعجائز والأطفال، تحتاج إلى سجل، يحكي عنها، فقد سخروا مكنونات قدراتهم، وتفانيهم الراقي لإنجاح الأمر.

    أقيمت ملتقيات في أوروبا وفي المغرب الكبير، تحسبا لهذه الإحتفالية، وتلقى كل فوج وكل فرد مهامه، وتعرف على دوره، ثم بدأت الدورات التدريبية لتأهيل كلّ في مكان عمله. تكاثفت الدورات التدريبية، خصوصا في سنة 2008، وقد كانت مناسبة الإحتفال بأسبوع المولد النبوي في مستغانم في شهر مارس، من نفس السنة، المناسبة، لتقييم برنامج العمل، وكذا التزود بمزيد من الدروس والتوجيهات والكيفيات، لضمان تجهيز تأطير جيد، وأفراد مؤهلين، تسند إليهم المهمة بكل ارتياح. فقد كان الشيخ خالد بن تونس، المحرك في كل شي، يتفقد كل صغيرة وكبيرة، لا يُقدم على أمر إلا بمشورته، ولا يتم عمل إلا بإذنه، معطيا فيه ملاحظاته وآخر تعليماته، وحتى أن كلّ لا يرتاح له بال فيما يقوم به، إلا بتوثيق مشورته، والاستناد إلى إرشاداته.

     ضرب موعد لجميع الأطراف المنظمة للإحتفالية، في مدينة مستغانم، بمناسبة المولد النبوي الشريف، ففي إحدى الصالات الرياضية بالمدينة، جرى الجمع الروحي، وقدمت بمناسبته تدخلات قادة المنظمين، من أوروبا والمغرب والجزائر، وفي تلك السهرة زف الشيخ خالد بن تونس البشرى بالإحتفالية، عبر أثير التليفزيون الجزائري، الذي نقل عنه الكلمات التالية، حيث قال "ومن هذه الرحمة المحمدية، لابد لنا أن نقتبس، ونعيش بها إلى يومنا هذا. ندعوا الله سبحانه وتعالى، أن تعود علينا وعلى بلادنا وعلى المغرب العربي وعلى العالم الإسلامي وعلى الإنسانية، كاملة، بالخير والسعادة، إن شاء الله.

    ننظم الحفل المقبل، إن شاء الله في 2009، للإحتفال بالذكرى المئوية، لتأسيس الطريقة الشاذلية الدرقاوية العلاوية. وهذا من فخري وعزي، أن تستضيف مدينة مستغانم الجزائر، 5000 شخص، تأتي من أنحاء العالم".

               لقاء تكويني بمدينة مستغانم، وتدريس طريقة ميتا للتسير، سنة 2008.


الدعوة للمئوية

   للتسويق لهذه الإحتفالية والدعوة إلى هذه التظاهرة، وبالضبط إلى مؤتمرها العظيم، تنقل الشيخ خالد بن تونس بنفسه إلى عدد من بقاع العالم، ففي أروربا لم يترك مناسبة إلا ودعا للمؤتمر، وبدت الإستجابة جلية أيام فعاليات المؤتمر، لما شوهد من تدفق دفعات من مفكري أوروبا، الذين تمت استضافتهم، وقدم بعضهم ممن برمجت أسمائهم محاضرات، قدموا فيها عصارة مستخلصاتهم، وآخر النتائج المتوصل إليها في مجال بحثهم. كما كان للشيخ رحلة إلى الشام، سوريا والأردن، سنة 2008، ففي سوريا صادفت الزيارة، الإحتفال بالذكرى المئوية الثانية لميلاد الأمير عبد القادر الجزائري، فقدم الشيخ بالمناسبة معرض الأمير عبد القادر، رجل ومصير، الذي أخرج سنة 2003، وترجم خصيصا، للعربية للمشاركة في هذه الذكرى، تحت إدراة محافظته، السيدة ستي خديس- سيمون. في سوريا والأردن، إلتقى الشيخ خالد بن تونس بعدد من المشائخ والعلماء، وأخبرهم بمئوية الطريقة العلاوية، ودعاهم للحضور، واستجاب بعضهم، وشرفوا بلدانهم بالمساهمة في هذا العرس القرني.

     وفي الجزائر البلد المستضيف للمؤتمر، رأى الشيخ خالد بن تونس، أن يطلق قافلة على متن حافلة، ملئ بالفقراء العلاويين، حاملين معهم، همتهم الروحية، يفوح منها السلام والمحبة للجميع، وليست هذه المرة الأولى، التي يطلق فيها الشيخ قافلة، من أجل بث رسالة، ففي فرنسا، شهدت 2007 و 2008، انطلاق قافلتي أمل، يحاديها شباب الكشافة الإسلامية الفرنسية. كان دور الحافلة الجزائرية أيضا الترويج لمؤتمر المئوية، ودعوة من أهالي الجزائر له، وطبعا، توافدت شخصيات وأناس عاديين، تحصلوا على دعواتهم، فلبوا الدعوة، وشهدوا مآثر الإحتفالية.

             لقاء تحضيري للمئوية بالحسيمة، المغرب، أيام 6 و 7 و 8 مارس 2009.

السلام والأخوة مثل بوصلة

   سنة 2009 تقترب بخطى عملاقة. وتحمل معها حدثا تاريخيا للتصوف والإنسانية: مئوية الطريقة العلاوية.
    قرن مضى وآخر يلوح في الأفق. بلغنا حاليا هذه المرحلة، التي تنبي في الآن نفسه عن تحول واستمرارية، للميراث والتجديد.

    في هذا الإتجاه، إن الأشغال المتعلقة بالمئوية، تتراوح بين البعد التاريخي والإسقاطات المتعلقة بالمستقبل، مع طرح تساؤل مهم، لأي عالم نعمل؟

    تكمن الفكرة في امتلاك نظرة عن المسقبل، تتسم بالأمل، وراسخة في هذا الميراث الذي للإنسانية، حتى تستمد منه الطاقة اللازمة، للعمل بشكل إيجابي اليوم.

AISA Newsletter، العدد 7، شهر ديسمبر 2007.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق