الجمعة، 26 أبريل 2019

اختتام مئوية الطريقة العلاوية

اختتام مئوية الطريقة العلاوية


     تقرير خاص حول  مؤتمر مئوية الطريقة العلاوية، قدمه الصحفي سليمان بن قناب، ونشر في جريدة الجمهورية، يوم السبت 10 شعبان 1430 هـ الموافق لـ 1 أوت 2009 م.



تربية التيقظ لمجابهة تحديات المستقبل


     اختتمت مساء أمس الجمعة بمستغانم،  فعاليات الملتقى الدولي للطريقة العلاوية بمستغانم، الملتقى الذي دام ثمانية أيام، وكان فرصة لتناول ومناقشة أهم القضايا التي لا تزال تشغل الإنسانية جمعاء، وتثير اهتمامات المختصين والباحثين، ومنها تلك التي طغت على أشغال الملتقى، وهي البيئة والأرض، وتربية اليقظة، وعالم الاتصالات، والعولمة، والقرآن الكريم، وآفاق المستقبل. إن المداخلات القيمة التي ألقيت من طرف عديد الدكاترة والأساتذة حول المحاور المذكورة، قد أدت إلى تبسيط المفاهيم والتصورات حول قضية البيئة، وعلاقة الإنسان بالأرض، وما يجب القيام به لحماية البيئة من المؤثرات والملوثات، التي صارت تهدد مستقبل الأرض، طالما لا تزال العديد من البلدان تمتلك الوسائل والمعدات التي تنتج عنها مؤثرات ملوثة للبيئة، وبالتالي تؤدي إلى التغيرات المناخية، ذلك ما تطرق إليه جل المحاضرين، ومنهم الدكتورة فطوم جراري من المغرب، رئيسة جمعية الأرض والإنسانية، ومختصة بعلم البيئة.

    وكان المحور الثاني، الذي لا يقل أهمية عن المحاور الأخرى، هو تربية اليقظة. هذا هو المفهوم الصوفي المشترك، الذي يحاول إيجاد مشروع للتعامل مع معطيات الواقع، وما جاء في المداخلات، أن تربية اليقظة هي أحسن السبل التي كثيرا ما يعتمد عليها التصوف الإسلامي، في خلق فعل إيجابي للإنسان، حتى تكون أفعاله وأعماله منطلقة من إيمانه بالبناء والتقويم الذي يخدم البشرية في مناحي الحياة، كما أن عقل الإنسان عندما يكون سليما ومتحصنا بالمبادئ الإنسانية التي يقرها التصوف الإسلامي، لابد أن تكون أفكاره بناءة ولفائدة الإنسان وعلاقته بكل شيئ.

     وكان محور الإعلام والإتصال قد عرف تدخل عدة محاضرين، ومنهم على وجه الخصوص، السيد ناصر مهل، المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية، الذي تطرق بإسهاب وموضوعية إلى دور علوم الإتصال في الحياة الإنسانية، وقد لا يحدث أي تطور في العالم الإسلامي، إذا لم يسايره بالأساس تطور في شتى مجالات الإعلام وتكنولوجيات الإتصال، كما أن التعريف بالطريقة الصوفية لا بد له من اتصال، ينقل مبادئه وغاياته. ومن جهته تدخل المحاضر الفرنسي باتريك بوسكي، مؤسس ومدير مجلة الأمل الفرنسية، وكان موضوع مداخلته "مستقبل الإتصال"، وحسبما جاء في مداخلته أن نظام الاتصال، هو عبارة عن امبراطورية كبيرة وقوية، قد لا يكون فيها التحكم الكامل مضمونا، إذ مرد ذلك إلى القنوات المتعددة، وذات التوجهات والأغراض المتباينة، والتي تشعبت اليوم بانتشار تكنولوجية الأنترنت، وإن مختلف هذه الأنماط من تكنولوجيات الإعلام والإتصال، حسب المحاضر، دائما تتهجم علينا يوميا دون أن تسمح لنا حتى من أن ندافع عن أنفسنا، كون هذه الوسائل فرضت علينا نمطا معينا من تسيير حياتنا، وأصبحنا رغم إرادتنا مستهلكين لكل ما يأتينا عبر كل هذه القنوات، وقد عاد المحاضر بالأذهان إلى سنة 1965، هذه الفترة الزمنية، التي شهدت تطور وسائل الاتصال، والتي غزت العالم بشكل قوي، إذ صارت هذه الوسائل والأنماط الإعلامية في معظم حياتنا من ملبس وسكن ومأكل وتجارة وتعليم ومناسبات، ويستطرد في قوله، إن عالم الاتصال أصبح في وقتنا الحالي بأشد الحاجة إلى هذا الكم من الصحفيين والمراسلين لنقل كل ما يروج من معلومات التي تحرك العالم، ضاربا مثالا بالأزمة الاقتصادية، والتي لولا الإعلام، لما سمع بها كل سكان المعمورة، ولا تعرّفوا على أسبابها ومخاطرها، وهذا بالرغم من أنهم لم يتعايشوا معها ولم تعترضهم بصفة مباشرة، كما أن للإعلام دورا بارزا في المساعدة على الاستقرار السياسي والاجتماعي أو العكس، كما هو حاصل في بعض المناطق من قارات العالم.

    وفيما يتعلق بالعولمة، التي كانت المحور الرابع في برنامج الملتقى. تعاقب على المنصة ثمانية محاضرين، من بينهم السيدة تكاكي كايكو، أستاذة بجامعة طوكيو (اليابان)، إذ تناولت المحاضرة قضية العولمة، بمختلف أبعادها الاقتصادية وتداعياتها على المجتمعات والمحيط، طرحت في محاضرتها مقاربة جديدة، لما يمثله مفهوم العولمة في عصر التكتلات، من ثقافة وعامل الهيمنة، وأشارت نفس المتحدثة، بأن العولمة هي هيمنة ثقافية واقتصادية وسياسية، تتبناها الدول الكبرى، وهي الدول التي تسعى لقطع الطريق أمام أي حركة تنموية واقتصادية للدول النامية، وفي نفس السياق جاءت مداخلات المحاضرين، بعطيش عيسى من الجزائر، أستاذ محاضر من جامعة قسنطينة، وهدى محمود درويش من مصر، ريئسة قسم جامعة زقازيق، ومحمد بن أحمد من تونس، مندوب جهوي للجنة الدولية للصليب الأحمر، والذي كانت مداخلته تتضمن الاستقلالية في العالم اليوم.

    أما عن المحور الخامس والخاص بالقرآن الكريم وأسباب النزول، تركزت أغلب المحاضرات القيمة والثرية حول عظمة القرآن الكريم وتاريخ التنزيل، مثلما جاء في محاضرة كرم فرحات أحمد من مصر، وهو أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، بجامعة الزقازيق المصرية، والقرآن والاتحاد نحو العصرنة، في محاضرة طارق أوبرو إمام مسجد بوردو (فرنسا).

    وبعد مناقشة محوري الطريقة الصوفية وكذا الآفاق المستقبلية، يومي الخميس والجمعة، وبحضور مكثف لكل أتباع الطريقة العلوية الصوفية وكل الباحثين المهتمين بدور الزوايا، وبعد أسبوع كامل ميزه النقاش الثري حول كل المواضيع التي تضمنها البرنامج، اختتمت الأشغال بكلمة من طرف شيخ الزاوية العلوية، خالد بن تونس()، الذي أثنى على كل من ساهم من بعيد أو من قريب في هذا الملتقى الدولي، الذي مكن كل المهتمين بالطريقة الصوفية من الإلمام بالمحاور الكبرى، ذات الأبعاد الإنسانية التي عكف على دراستها ومناقشتها وإثرائها نخبة من الأساتذة والمختصين، من الأساتذة والمختصين والباحثين القادمين من مختلف أصقاع العالم، والذين حلوا بمستغانم، لإحياء مئوية الطريقة العلاوية.



دعوة لتفعيل قراءة ديناميكية للقرآن


    دعا المشاركون في المؤتمر الدولي للذكرى المئوية للطريقة العلاوية، المنظم بجامعة عبد الحميد ابن باديس بمستغانم يوم الأربعاء، إلى قراءة ديناميكية للقرآن الكريم. وأبرز المتدخلون في أشغال اليوم الخامس من هذا اللقاء الدولي المنظم تحت شعار "زرع الأمل"، والذي تناول موضوع "التنزيل"، أن القرآن باعتباره الكتاب المقدس المعجز الصالح لكل زمان ومكان، يتطلب منا في العصر الحالي قراءته قراءة حديثة وديناميكية منسجمة مع القيم العالمية للإسلام.

    وفي مداخلته بعنوان "القرآن والاجتهاد في مواجهة الحداثة"، قال الأستاذ طارق أوبرو، إمام مسجد بفرنسا، علينا أن نتحول من الشريعة المستقرة إلى الشريعة الديناميكية، وذلك بأخذ بعين الاعتبار التطور الحاصل في المجتمعات واحتياجاتها الآنية. وأشار في هذا الصدد إلى أن التركيبة القرآنية منسجمة، فبالإضافة إلى أسباب النزول، فهو مستمر في الزمان والمكان، وهذا ما يتطلب شريعة ديناميكية منسجمة مع الحياة، في أي زمان ومكان. وتحدث المحاضر عن أهمية القرآن في إصلاح المجتمعات من الخارج والباطن، مشيرا إلى أن القرآن الحالي قرن الروحانيات أو عصر ما بعد الحداثة، ومن جانبه تطرق الدكتور كرم فرحات أحمد، وهو أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الزقازيق بمصر، إلى تاريخ التنزيل، شارحا مراحل وكيفيات نزول القرآن الكريم وأسمائه وصفاته، كما جاء ذلك في القرآن نفسه. وأوضح المتدخل، أنه على عكس الكتابين المقدسين التوراة والانجيل، واللذين نزلا جملة واحدة، فإن القرآن الكريم نزل مفرقا، وذلك خلال ثلاث وعشرين سنة، بدءا، من السن الأربعين للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عندما كان يتعبد في غار حراء بمكة، إلى ما قبل تسعة أيام من وفاته بالمدينة المنورة. والنزول المتفرق للقرآن، يضيف الدكتور كرم فرحات أحمد، له أحكام جليلة وأسرار منها تثبيت قلب النبي والتدرج في تشريع الأحكام، وتسهيل حفظ القرآن والإرشاد إلى أن مصدر القرآن هو الله عز وجل وليس كلام الرسول صلى الله عليه وسلم. وأوضح المحاضر من جهة أخرى، أن ترتيب سور القرآن وآياته كان بتوفيق من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا بوحي من الله عز وجل.

     وأما الدكتور باتريك لود، أستاذ بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد تناول في تدخله موضوع "البعد الروحي في التنزيل"، مشيرا إلى بداية نزول القرآن على الرسول كانت في روحانية، عندما كان المصطفى في خلوته يتعبد بغار حراء، وأضاف أن الرسول عليه الصلاة والسلام، عندما يعلمنا الذكر والحكمة، فالذكر هو الظاهر، والحكمة هي الباطن، وتؤدي إلى الحقائق الباطنية الروحانية، وأبرز المحاضر من جهة أخرى، أن القرآن يعلم الذكاء، وأن الكتاب كنز يفتح الله به علما على من اصطفاه، ويعطيه الذكاء الإلهي، وهو ذكاء غير عادي.

     ومن جانبه، قدم الدكتور عمار جيدال من جامعة الجزائر العاصمة، مداخلة بعنوان "علاقة الإنسان بالأهداف الدينية في القرآن"، أبرز فيها من خلالها، أن مركزية الوحي في مركزية الإنسان، وهو ما يجعل الإنسان مركزيا في خطاب القرآن، وأضاف المتدخل أن مقصد القرآن هو الإنسان الناقص والقاصر، حتى يكون خليفة الله في الأرض، وفي كل الفضاءات التي يتحرك فيها. وأشار الدكتور عمار جيدال إلى أن الوحي يخاطب الروح، غير أن الروح ليست المطلب الرئيسي والوحيد، لأن الإسلام حضارة يستوعب كل أوجه الحياة الباطنية والظاهرية.

     وأما الدكتور عبد الله الشريف الوزاني، من جامعة محمد الخامس بالرباط، فقد تناول في تدخله، موضوع التنزيل القرآني والديانات الأخرى، مبرزا كيف اعتنى القرآن بالمسلمين وغير المسلمين، وعلم المسلمين كيفية التعامل مع غير المسلمين. وأشار المتدخل إلى أن القرآن أكد على حسن المعاملة مع الآخر، سواء كان هذا الآخر من المشركين أو من أهل الكتاب، بحيث تكون هذه العلاقة مبنية على قيم السلام والتساوي في الإنسانية...




الصوفية بين مروءة المرابطين وزهد المتقين


     أكد المشاركون في المؤتمر الدولي للذكرى المئوية للطريقة العلاوية، المنظم بجامعة عبد الحميد ابن باديس بمستغانم، أول أمس الخميس، على أهمية الروحيات في معالجة مشاكل العصر.

    وأبرز المتدخلون في أشغال اليوم السادس من هذا اللقاء الدولي، الذي تناول موضوع الروحيات والتصوف، أنه أمام ازدياد المشاكل والمعاناة في العالم، أصبح الإنسان يسعى إلى تراكم الثروات واشباع الرغبات الزائفة، وأضحى من الضروري العودة إلى الحياة الروحية، وتجديد العلاقة مع الكون ومع البشر ومع الذات نفسها، وذلك من خلال القيم المؤسسة للإنسانية الحقيقية. وضمن هذا المسعى قدمت الشيخة نور من تركيا، مداخلة بعنوان التصوف والحرية، حاولت من خلالها ابراز أن الحرية التي نعيشها بعيدا عن القيم الروحية، هي حرية ناقصة وتتطلب الجانب الروحي لتكون حرية تامة. وفي هذا الصدد، أشارت إلى أن الحرية التي جاءت في ميثاق حقوق الإنسان، بأن الإنسان يولد حرا، تعطي مفهوما خاطئا، إذا فهمنا أن الإنسان يفعل كل ما يريد، موضحة أن مثل هذه الحرية تشترك فيها حتى الحيوانات، وهي ما جعلت العالم ينقاد وراء الأهواء والرغبات والاحتياجات المادية.

     وأضافت أن هذه الحرية في حاجة إلى الروحيات لتقويمها، حتى يتحرر الإنسان من أهوائه ورغباته ولا يبقى أسيرا لها، مؤكدة على أهمية الموازنة بين الاحتياجات المادية والاحتياجات الروحية. ومن جانبه، قدم الأستاذ عبد الهادي أحمد عبد الهادي القصايبي، رئيس الطرق الصوفية بمصر، محاضرة بعنوان "المحبة عند الصوفية"، أبرز خلالها أهمية المحبة في الحياة الروحية، معتبرا أنه لا يوجد حب أعظم من حب الصوفية، لأنه نابع من حب الله. غير أنه أشار إلى أنه ينبغي على المحبين إقامة البينة على هذا الحب، من خلال محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والتي تظهر من خلال السلوكيات، وما ينجم عنها من ذكر وتلاوة، بحيث تكون هذه المحبة، كما أضاف، على قدر المستوى من الذكر، موضحا أنه إذا تمت المحبة الله، تم التوكل عليه، وأن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم دليل على الإيمان.

     كما قدم الشيخ محمد حسن الردايدة من الأردن، مداخلة حول التصوف في العالم الإسلامي –الأردن نموذجا-، شرح من خلاله حقيقة التصوف، الذي قال أنه من أركان الدين، باعتباره يمثل الإحسان الذي هو عبادة الله، كأننا نراه، كما تطرق إلى دور الشيخ المربي في الصوفية وتأثيراته على المريد، مستدلا في ذلك بالعديد من الدراسات التي تناولت التصوف والولاية في الإسلام، وأبرز من جهة أخرى الدور الجهادي للمتصوفين، لاسيما في القارة الأفريقية، وأشار في هذا الصدد إلى مشاركة المتصوفين، في جيوش الظاهر ببرس بمصر، عندما تصدى للهجمات الصليبية.

     وبخصوص الطرق الصوفية في الأردن، قال المحاضر، إنه توجد العديد من الطرق، ومنها العلاوية التي تتوفر على 13 زاوية، بين الأردن وفلسطين. وأما الأستاذة نللي عمري من تونس، فقد تناولت مداخلتها مكانة النساء في التصوف، عددت من خلالها بعض الصوفيات، لاسيما بدول المغرب العربي، واللائي ظهرن منذ القرن الثاني عشر الميلادي. وقالت المحاضرة أن المرأة الصوفية كانت تدعى بالصالحة والفقيرة والولية والعارفة بالله والمرابطة، ومنهن عائشة المنوبية، التي كان لها أتباع، وزينب بنت محمد الشريف، وزينب القلعية، وفاطمة الصنهاجية وغيرهن. وأضافت المحاضرة أن المتصوفات تتميز أغلبهن بعدم الزواج والتفرغ للخلوة والعبادة، فيما أنجبت بعض الصالحات صالحين وصالحات.

     كما قدم الدكتور محمد مهنا، من جامعة الأزهر بمصر، محاضرة حول البعد الروحي للعلوم، أشار من خلالها أن اهتمام العلوم فقط بعلوم الظاهر والطبيعة والمسائل المادية دون الروحية يكتنفه العديد من المخاطر. وقال نحن في حاجة إلى الإستثمار في التصوف، وإدخال البعد الغيبي على العلوم، حتى تكون مكتملة للإنسانية، مشيرا إلى أنه تم بمصر انشاء أكاديمية لتطبيق الغيبية في العلوم.

     كما قدم من جانبه الأب كريستيان ديلورم، راهب أبرشية بفرنسا، مداخلة بعنوان المسيحيون والمسلمون معا، من أجل الأرض للأخوة، أكد من خلالها أنه في عالم العولمة على المسلمين والمسيحيين بناء مستقبل مشترك، ومواجهة المشاكل التي يعرفها العالم. ودعا المحاضر إلى محاربة دعاة صراع الحضارات، وقال يجب أن تكون وحدة للمسلمين والمسيحيين، للوقوف في وجه قوى الشر.



قالوا عن الملتقى


    عرف الملتقى الدولي الصوفي، الذي نظمته جمعية الزاوية العلوية بمستغانم، بمناسبة مرور مائة سنة على ميلاد هذه الجمعية الصوفية العلاوية، وفي خضم الفعاليات الثقافية والروحية، التي كانت تجرى بمدرج جامعة خروبة، تقربنا من بعض الأساتذة والمشاركين، فجمعنا هذه الإنطباعات، التي تصب كلها حول توصل هذه التظاهرة الصوفية إلى أهدافها.

      الدكتور كرم فرحات أحمد، من جامعة الزقازيق بمصر:

      بالنسبة للمؤتمر هذا هو حدث طيب وعظيم، باعتباره اهتم بأمور كثيرة كأمور الأمة ومشكلاتها، وخاصة أن المؤتمر احتوى في فعالياته على النواحي الاقتصادية والعلمية والأمور الدينية والاجتماعية، وقد حث على صفات هامة لتوعية الجمهور، كالتكافل والتضامن والعودة إلى الكتاب والسنة، بل العودة إلى أصول الدين والبعد عن التطرف، كما دعا المؤتمر إلى الوسطية والسير خلف العلماء، من مميزات هذا المؤتمر أيضا، أنه لم يقتصر على بلد واحد، بل كان مؤتمرا عالميا، تعددت فيه الجنسيات، تعددت فيها المواضيع، وقد استفاد منه كل من حضر. وعن الكتاب الذي ألفه بن تونس، فهو مجهود كبير، لأنه أخذ منه سنوات عديدة، وقد شمل أمورا كبيرة، وأتمنى أن أطلع عليه. وقد سمعت انتقادات كثيرة عن هذا الكتاب، ولكن أي بيان لم يقع بيدي، ولو اطلعت على الانتقادات كنت أستطيع أن أعطي رأي فيها، وفي محاضرتي وجهت دعوة عامة للتسامح والتضامن، دعوة عامة للعودة إلى الأصول، العودة إلى الدين ونبذ العنف. وشيئ جيد أن يأتي الأبناء مع أبائهم إلى هذا المؤتمر، حتى يستمعوا ويتعلموا ويقتادوا، ويكون هناك تتابع الأجيال لهذه الطريقة الصوفية.

    ممثل زاوية الشيخ بلكبير- أدرار.

     من أهداف هذا المؤتمر هو خلق روح التعاون، والتعاون في كل شيئ، وكان شيخنا بلكبير رحمه الله يحثنا على التعاون وينهانا عن التفرق، ويجب أن ننظر دائما إلى المحاسن، وليس إلى المساوئ وحدها، وإن الهجمة التي قام بها البعض ضد الشيخ بن تونس، على إثر صدور كتابه زرع الأمل، ماهي إلا فتنة نائمة واستيقظت، ولم تكن لهؤلاء خلفيات أخرى، ما عدا التهجم والنقد. وأهلا ومرحبا بكل كاتب أو صحافي أتى بفكرة تخدم المجتمع، وعلينا أن لا نغض الطرف عن المحاسن والأفكار الجديدة. وعلى أي أساس ننقد كتاب الشيخ بن تونس، فهل لأنه أتى بأفكار جديدة؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق