الاثنين، 29 أبريل 2019

المصالحة الميمونة

المصالحة الميمونة



جريدة El Watan ، في 01 08 2009.


خلاف استمر لأربع وثمانين سنة

     وفقًا لبعض التسريبات، حصلت عدة مؤسسات ومسؤولين، بما في ذلك في مجالات السلطة العليا، على الكتاب، وأحيانًا في نسخ متعددة.

     حتى لو أن السعادة غمرت، بالإقبال الذي حظي به هذا العمل، الذي أطلق العنان للمشاعر، فإن المنظمين، يفضلون التركيز على نجاح هذا الحدث، الذي لا يمكن إنكاره.

     سواء كان على المستوى التنظيمي، أو على مستوى التبادلات العلمية والروحية، التي استنزفت جمهور متباين المشارب، حيث جانبت اللغة العربية الفرنسية واليابانية والتركية والإنجليزية.

     سواء على صعيد الجلسات العامة، وورش العمل المواضيعية، والأمسيات الموسيقية أو زيارات أضرحة المشائخ في المنطقة، فقد  كانت التبادلات عديدة ومتنوعة وكثيفة وشديدة وروحية وعلمية. بعدما تم إعلانه كحدث عظيم، فإن مئوية الشيخ العلاوي قد أوفت بوعودها وأكثر. لا يمكن إنكار أن النقاشات عن بعد، بين أتباع الطريقة، وأنصار الإسلام المتشدد، والسلفية الوهابية، هي في بدايتها. بالنسبة للمراقب الحذق، لا يمكنه أن ينكر أنه يوجد، ما قبل المئوية وما بعدها. وهل سيتم سماع دعوة خالد بن تونس للمواجهة العلمية الهادئة؟ إنها رغبة أولئك الذين أتوا إلى مستغانم، في إعلان ذلك، بصوت عال.

     لأنه هنا، لا يجرؤ أحد على تصديق قصة المنمنمات المنقولة في الكتاب، الذي يبقى مع ذلك جميل جدًا. الرهانات أعمق..

    بالنسبة لنصر الدين موهوب، المتحدث باسم الزاوية، فإن المهم هو أن أكثر من 95٪ من المحاضرين شاركوا في هذا المؤتمر. وقال، الآن، سوف نتجه إلى جنيف وطنجة، اللتان ستستضيفان مؤتمري 2010 و 2012(1)، على التوالي. في انتظار ذلك، سيتمتع جميع المشاركين بـ"سلام باطني"، جنَته المصالحة الكبيرة، التي تم التوصل إليها للتو، بين أحفاد "الباديسية" والزاوية العلاوية، بعد خلاف استمر لأكثر من 80 عامًا.



بدأ النقاش في التو بين الطريقة وأنصار الوهابية

     لمدة سبعة أيام، فإن علماء من ما لا يقل عن 35 دولة، بما في ذلك اليابان البعيدة، وإندونيسيا وكندا والولايات المتحدة، وأكثر الجامعات الإسلامية شهرة في المشرق، مثل الأزهر الذي سيمثله ثلاثة متخصصين، أو إسطنبول التي انتدبت في شخص الشيخة نور، المرأة المسلمة الوحيدة على رأس طريقة روحية، التي ستقوم بقراءة ساطعة للرسالة الصوفية، لمقام الأستاذ الصوفي الكبير جلال الدين الرومي؛ قاموا بالتذكير، في العديد من المناسبات، كم هي رسالة الإسلام، رسالة سلام وسكينة وحرية.
     في خطابها الشفوي "التصوف والحرية"، اعتادت أن تستخدم لغة رمزية، للقول أن هذه الفكرة المستخف بها اليوم، ينبغي أن تكون أقرب إلى القيم الروحية، من أجل إيجاد معنى في الحياة اليومية. وفي إشارتها  إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث يولد الإنسان حراً، أضافت المتحدثة، أن هذا لا يعني أن لديه الحق في فعل أي شيء، داعية الإنسانية إلى المزيد من الروحانيات، كي تتحرر من نزواتها وشهواتها. تحدث المصري محمود أبو الفيض، شيخ طريق الفيضية، عن دور الطرق الصوفية في نشر الإسلام في أكثر البلدان النائية؛ على سبيل المثال، القارة الأفريقية أو الصين أو دول البلقان أو الهند أو إندونيسيا. وبفضل قيم التسامح والعدالة وقبول الآخرين ومعتقداتهم، نجح الصوفيون المسلمون في الإستحواذ على قلوب الناس الذين واجهوهم عبر القارات. قام الدكتور كوجيرو ناكامورا من جامعة طوكيو، بقياس أوجه التشابه الدقيقة بين البوذية والتصوف، وسلط الضوء على العديد من أوجه التشابه، لا سيما في سعيهم الدائم لتصفية النفس، من خلال عبادة الله العميقة وممارسة الذكر، لمساعدة المريدين على الإقتراب أكثر من المعلم. بالنسبة للأردني محمد حسن الردايدة، في إشارة منه إلى مثال الممارسة الصوفية في الأردن، فللأخلاق نحن مدينون، في انتشار التصوف في العالم الإسلامي. وسلط الضوء أيضًا على دور المتعلم وعلاقته بمعلمه.

      كما سيتحدث عن وجود العديد من الطرق في الأردن، على غرار الطريقة العلاوية، الممثلة في 14 زاوية منتشرة في الأراضي الأردنية. في مداخلة مرتجلة، لم يكن يتضمنها البرنامج الأولي، الذي تم تسليمه للصحافة، أشاد السيد بن عزوز زبدة أولاً بالصوفية، مبرزا الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي المستغانمي. بعد ذلك، استذكر الجهود الهائلة التي بذلها الشيخ عدلان خالد بن تونس، مؤكدا على مثابرته وأسسه التقديرية، ملتمسا منه، بعد أن جمع القارات الخمس - إشارة إلى هذه الندوة حيث، باستثناء أستراليا و أوقيانوسيا، كانت جميع القارات الأخرى ممثلة تمثيلا جيدا، طرح الداعية الإسلامي السابق الجدل حول كتاب التصوف الإرث المشترك لخالد بن تونس. لن يكون هذا حسب ذوق الدكتور إريك جوفري من جامعة ستراسبورغ، الذي ترأس الجلسة، الذي دعا المتحدث إلى التمسك بالموضوع، الذي تم تطويره، وهو "الروحانيات والتصوف". هذا لن يثني المتحدث الذي قال من حيث الجوهر، أن هذا الخلاف ليس من فعل جمعية العلماء، ولكن تم تضخيمه من قبل أولئك الذين نشروه.

     وبالتالي، دون أن يتخلى عن أقرانه في الجمعية، فإن الشيخ زبدة، سوف يلقي بمهارة اللوم على الإعلام المسؤول، حسب قوله، عن إيلاء أهمية كبيرة لمواقف جمعية العلماء، التي دعت كثيرًا، الشيخ إلى حذف المنمنمات الفارسية، التي زينت كتابه الأخير. كان الكتاب المعني، واحدًا من المعالم الجذابة لهذا المؤتمر. خاصة وأن المنظمين كانت لديهم فكرة جيدة، لبيعه في بهو قاعة محمد بن شهيدة، مما جعله في متناول 5000 مندوب.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1)  جرى مؤتمر جنيف في شهر أكتوبر 2010، وأما الثاني، الذي تم إعلانه، لأسباب معلومة، لم يجرى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق