السبت، 16 مايو 2020

في ظل الإحتفال باليوم الدولي للعيش معا في سلام


في ظل الإحتفال
 باليوم الدولي للعيش معا في سلام



    في هذا الظرف الخاص، وفي أوج هذا الامتحان الذي تتعرض له الإنسانية، والذي مسّها في الصميم، فقد انتشر مرض فيروسي، شلّ العالم بأسره، ونصف الإنسانية تم الحجر عليها، في محاولة لاحتواء هذه الجائحة والقضاء على الوباء، وفي هذا الجو المشحون، ما فتئ الشيخ خالد بن تونس يقوم بدوره التحسيسي، ويقدم التوصيات والنصائح المواتية للظرف الحساس، ويحفز مؤيديه ومحبي السلام في العالم، على الاستثمار في يوم 16 مايو، ومسّ أكبر قدر ممكن من الناس، مع التزام الانفراد، وكل واحد في بيته. من مكان إقامته وعبر وسائل التواصل الإجتماعي، منذ بداية الجائحة، وجه الشيخ خالد بن تونس عدة رسائل وخطابات صوتية، يرشد فيها محبيه ويوجههم إلى السلوكات الواجب اتخاذها في الظرف الحالي، وعلى الخصوص كيف يمكن استثمار ثقافة العيش معا في سلام، وكيف لا، وقد أثبتت هذه المعضلة، بل وكشفت على الملأ كذِب أسطورة العولمة، فنتيجتها مشاهدة سوى على المستوى الاقتصادي والتقني، وأما من الناحية الاجتماعية، ومن حيث التكافل وتظافر الجهود، فحدث ولا حرج. أفاد الشيخ أنه "كشف عن ضعف هذه الانسانية المنقسمة، حيث كل واحد من أجل نفسه". وتساءل "كيف سيكون ضمير الانسانية بعد هذا الاختبار"؟ وأضاف "هل ستفهم في نهاية المطاف أن العيش معا في سلام، وأن وحدة الانسانية واستقرارها، يتوقف على ذلك". أحدث هذا المرض ثورة محسوسة جدا، أوقف عجلة النمو في العالم بأسره، وأحدث زلزالا في الأنماط المعيشية لدى الإنسان، الذي حجر عليه داخل بيته، ومن ناحية وفر له فرصة التفكير في مآله وحتمية مراجعة سلوكاته. أوضح الشيخ خالد بن تونس "من هذا الفيروس لابد أن نستخلص شيء إيجابي، وإيجابيته تتمثل في العيش معا في سلام وثقافة السلام، فينبغي استغلال الفرصة المتاحة".

    إنه ظرف ثمين، لابد أن يغتنمه رواد السلام، كما قال الشيخ "يجب من الآن الاستعداد لتقديم إجابات، وتقديم مساهمات تفيد لعالم الغد، وهي فرصة أتيحت، ونحتفل بـ 16 مايو كحل لهذه الأزمة، ونعمل على تمكين لتيقظ معمم، وترسيخ لسلوك العيش معا في سلام". أردف "فيروس بسيط، ماذا فعل؟ كشف عن نقطة ضعف مجتمع الاستهلاك الحالي، وكيف يعقل أن دولا الأكثر تحضرا، لم تستطع توفير كمامات لمواطنيها، ولا يجدون حلولا، ويتعاركون على إيجادها".

    ويحذر الشيخ "إذا ظهر فيروس، فلأنه موجود منذ قرون وقرون، لم ينزل من الفضاء، فهو يعيش بيننا. علينا انتظار حدوث شيء آخر".

    أبرزت تداعيات ظهور فيروس كوفيد 19، مكامن أنانيات الدول، فمن ناحية اتخاذ إجراءات الوقاية، نأت كل دولة عن نفسها، وعملت على توفير حماية ذاتية، وغابت جهود المجموعات المؤسساتية والتكتلات الكائنة. فقط عند الحديث عن إيجاد دواء للمرض، نرى تقاتل الدول وتصارعها، من أجل الفوز ببراءة اكتشافه، بدل التفكير في مرحمة ايجاد دواء يفيد الانسانية. كما قال الشيخ "فهذا يكشف إذن ضعف مجتمعنا، الذي لم يكن أبدا مستعدا، لا على مستوى التحلي بالوعي، ولا على المستوى الصحي أو السياسي أو الإقتصادي. انظروا إلى البورصات، إنها تنهار الواحدة تلو الأخرى. مما يعنيه أنه يوجد مشكل عويص في النظام الذي يقوم عليه المجتمع الاستهلاكي. وأنا مقتنع أنه سيوضع موضع تساءل، على الأقل تطرحه مجموعة من المجتمع. ينبغي أن نَكونَ من هؤلاء الناس، الذين يقدمون حلولا، ويساهمون في ايجادها. القيام بتعبئة".

    في نفس السياق استغرب "على مستوى أعمال الباحثين في العالم، لم يخلقوا على مستوى هيئة موجودة، وهي هيئة الأمم المتحدة، وكذا منظمة الصحة العالمية، لم تتحد جميع الدول، وعلى عجل، وتضع خير علمائها معا، يتبادلون ويسعون ويجدون حلا، في أسرع وقت ممكن. كلٌ يعمل لنفسه، من أجل نفسي. إن هذا لا يسمى تعبئة، فهذا ليس سوى مواجهة الخطر، لا أكثر. فما يقومون سوى بسدّ المنافذ، والماء يتسرب من كل مكان".

     بعد هذه الواقعة التي وقعت فيها الإنسانية، أعلن الشيخ "أما نحن، فعلينا أن نستعد، وإنها الفرصة لتوصيل رسالة العيش معا في سلام، كل الدول وقّعت عليها، ويوجد مدن بأسرها، إذ تبنته أكثر من خمسين عاصمة في العالم في رزنامتها. لذا، لقد حان الوقت لبثها على جمهور واسع، وذكر منافع ذلك. والقيام بمصالحة العائلة الإنسانية وتوحيدها، وتغيير حالة الضمير نحو عالم أكثر استقرارا، على جميع المستويات، الإجتماعية والصحية والعسكرية، وكل البقية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق