الأربعاء، 20 مايو 2020

تحتفل الجزائر والعالم باليوم الدولي للعيش معا في سلام

تحتفل الجزائر والعالم أجمع في 16 مايو
 باليوم الدولي للعيش معا في سلام



موقع algerie1.com، في 16 مايو 2020.
بقلم خضر علي.


الشيخ خالد بن تونس يتوسط رئيس الأمم المتحدة ووزير الخارجية الجزائري الحالي

    في الوهلة الأولى، ينبغي التأكيد على أن هناك أكثر من سبب، يدعونا للاعتزاز بالفخر الذي حققته الجزائر ودبلوماسيتها في تقديم القرار (72/130)، الذي تم التصويت عليه في 8 ديسمبر 2017 بالإجماع، من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.

    إن اليوم، ليس من قبيل المبالغة أن نقول أن "العيش معًا في سلام"، الذي بدأه الشيخ خالد بن تونس آخذ في الإزدياد، وتشعر به غالبية الناس والدول، وهذا في القارات الخمس، تلك الحاجة للمجتمع الدولي، للسلام والتسامح والإشراك والتفاهم والتضامن، وتتوقه لفرصة التعبير عن الرغبة العميقة للعمل معا، في اتحاد ضمن الإختلاف والتنوع.

    في مواجهة العواقب الوخيمة للتصورات السلبية، وتزايد ظاهرة التطرف العنيف، أظهرت الأمم المتحدة إرادة حازمة لتعزيز قيم السلام، وتشجيع الحوار والتفاهم المتبادل، ومكافحة التمييز بكل أشكاله. ومع ذلك، تبقى الحقيقة أن الحلقة المفقودة في السلسلة المتعلقة بالحوار والتقارب والتجمع والإثراء المتبادل، هي مفهوم "العيش معًا في سلام".

    عندما جاء الشيخ خالد بن تونس، شيخ الطريقة العلاوية، إلى الجزائر العاصمة لأول مرة لتقييم المشروع من أجل "يوم دولي للعيش معًا في سلام"، جميع محاوريه والمثقفين وشخصيات المجتمع المدني أدركوا أنهم سيكونون مدعوين مرة أخرى، لإعادة اكتشاف البعد الأساسي لثقافة أجدادنا. هذه الفكرة المصحوبة بطلب الرعاية من الجزائر، تم اقتراحها على وزير الخارجية، التي قبلها بحماس كبير. ومنذ ذلك الحين، قادت عملية طويلة إلى تعاون الطرفين بشكل وثيق، من أجل إعداد قرار، وفقًا لمبادئ الأمم المتحدة، ثم اقتراح هذا المشروع على مختلف الدول، التي منحت جميعها ثقتها ودعمها لهذه المبادرة بشكل عفوي.

    في نيويورك، أتيحت لوزير الخارجية الحالي، صبري بوقادوم، الذي كان حينها السفير والممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، والشيخ خالد بن تونس فرصة العمل عن كثب في أكتوبر 2016، بشأن مشروع القرار، والإلتقاء برئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد بيتر تومسون (الصورة)، وعدد من الممثلين الدائمين، لأسباب تعليمية، تتعلق بنطاق وروح النهج الجزائري.


 تعزيز "العيش معا"

    في الأصل، ظهرت مبادرة تعزيز "العيش معًا" في عام 2014، خلال "المؤتمر الدولي للأنوثة، من أجل السلام"، الذي نظم في وهران (الجزائر)، من قبل الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، عيسى، المنظمة الدولية غير الحكومية. وأوصى المؤتمرون البالغ عددهم 3200 مندوب من 25 دولة والعشرات من المنظمات غير الحكومية من جميع أنحاء العالم الذين شاركوا فيه بشدة، في إعلان وهران، بإنشاء يوم دولي "للعيش معا".

    تم تقديم هذا المشروع من طرف عيسى في الدورة 59 للجنة وضع المرأة، التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، التي عقدت في نيويورك في مارس 2015.

    إن الجزائر، بعد أن وضعت نهاية لفظائع الإرهاب، مع ميثاق السلام والمصالحة الوطنية، تؤمن إيمانا عميقا بمفهوم "العيش معا"، وهي ملتزمة بالترويج له بين الدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة، من أجل تكريسه بقرار من الجمعية العامة، في شكل "اليوم الدولي للعيش معا في سلام".

    وكما قال ساندفورد فليمنغ في عام 1884، في مؤتمر واشنطن الدولي "لقد أصبح العالم كله جارًا، وقد تم إنشاء علاقة حميمية. ليس لنا سوى عالم واحد وكون واحد، مهما كانت الأجزاء المتعددة التي يتكون منها".


قرار اتخذ بالإجماع

    بمجرد تسوية المسائل الإجرائية والحصول على توافق الآراء، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة وبمبادرة من الجزائر، يوم الجمعة 8 ديسمبر 2017، بالإجماع (193 دولة) قرارًا، تعلن بموجبه يوم 16 مايو، اليوم الدولي للعيش معا في سلام (JIVEP).
 
    يهدف هذا النهج الجزائري إلى تعبئة جهود المجتمع الدولي لصالح السلام والتسامح والاندماج والتفاهم والأخوة.

    وبهذا القرار، تدعو الجمعية العامة الدول إلى مواصلة تعزيز سياسة المصالحة الوطنية في بلدانها. علاوة على ذلك، صنفت الجمعية العامة اليونسكو كمؤسسة دولية مسؤولة على تسهيل الاحتفال باليوم الدولي للعيش معا في سلام، بالتعاون مع الهيئات المختصة الأخرى.

    وفي معرض تقديم هذه المبادرة إلى الجلسة العامة للجمعية العامة، أكد صبري بوقادوم "تمسك الجزائر بثقافة السلام والمصالحة الوطنية والتضامن"، وذكّر بأن "الجزائر تقع على مفترق طرق العديد من الثقافات والأديان والحضارات التي شكلت ماضيها، والتي تشكل جوهر حاضرها، والتي ستواصل تشكيل مستقبلها".

    أما الشيخ بن تونس، فيقول "يغذي الخوف من الآخر التعصب. ثقافة 'كلٌّ لنفسه' تولد صراعات سياسية واجتماعية وبيئية تضر بالبشرية كلها. من المهم أن تبرز في العالم رؤى جديدة. فمن خلال الفن والثقافة والتعليم والعلوم والاتصال والروحانية، ينبغي علينا فتح مسار جديد لثقافة السلام. اليوم الدولي للعيش معًا في سلام هو مشروع للمستقبل، هدفه الإجتماع من دون أن نتشابه، والإجتماع من أجل أن نجتمع".

    وأشار شيخ الطريقة العلاوية "إنها في الحقيقة مسألة وضع حد لثقافة العنف، واستبدالها بثقافة السلام، التي تعود بالفائدة على البشرية جمعاء".

    عندما اتخذ هذا القرار، أخذت عدة دول الكلمة للتأكيد على أهمية هذا الاقتراح، وتهنئة الجزائر على تقديم هذه المبادرة إلى الأمم المتحدة، كمساهمة تهدف إلى تعزيز ثقافة السلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق