الأحد، 17 مايو 2020

نداء إلى إخواننا وأخواتنا في الإنسانية

نداء إلى إخواننا وأخواتنا في الإنسانية


16 مايو 2020




   ليكون شهر رمضان المبارك عليكم وعلى عائلاتكم وسائر الأمة الإنسانية، شهر سلام ومصالحة.

    وليكون لنا عونا على الذكر والفكر والعمل، مواجهة للإمتحان الذي نتعرض له بسبب، جائحة كوفيد 19، التي تزرع الخوف والموت، والغموض الذي يكتنف الأزمة العالمية، التي تنتظرنا. فيروس بسيط هزّ العالم. أوقف كل نشاط، اجتماعي وثقافي وديني وتجاري. حجر الملايين في بيوتهم، وأحال إلى البطالة، وأغلق مدارس وجامعات، وفرق عوائل .

    أهي حرب أو صراع من نوع جديد، أو دليل ساطع على هشاشة وضعنا البشري، الخاضع لنظام مفترس، يدمر الحي، ويبني مكانه الزائف، مبعدنا كل يوم أكثر، عن الأمور الجوهرية؟

    أيمكننا أن نمضي في هذا العمى الكلي، الذي يعزز مجتمع الإستهلاك المفرط، مضحين برفاهية نظام بيئي، قائم على التوازن وثراء لا يمكن تخيله، وُضع للخدمة، يغذي ويحافظ على الحي؟

    ونجعل من السوق الإله الواحد لاهتماماتنا، والدين أو الربح هو المبتغى الوحيد لوجودنا؟

    سيقودنا ذلك بدون شك إلى طريق مسدود وفظاعة. ومن أجل القليل من القوة أو المال، علينا أن ندمر كل يوم، بشكل متزايد، تراثنا الثمين، ونفسد في الأرض، لصالح أقلية لا تشبع. مفاقمين بذلك الإقصاءات وعدم المساواة والظلمات، التي وقع ضحيتها قرناءنا وبيئتنا. لنعترف بذلك، إننا نعيش فترة استثنائية، نهاية طور، وكل واحد يشعر به في قرارة نفسه، ولا يتجرأ على التصريح به. يعمّنا الإحباط وتشملنا الريبة، وكل يوم هي في ازدياد. إننا نخشى أن ينهار هذا العالم المألوف لدينا. وبالرغم، أن العملية قد بدأت فعلا، مع الجائحة، والاحتباس الحراري، وتلوث الجو والبحار والمحيطات، وانقراض بعض الفصائل النباتية والحيوانية والحشرات، وغير ذلك. فشلت جميع النظم المنفذة. سواء كان ذلك في العلوم الإجتماعية أو السياسية أو الإقتصادية. خلف الجميع وعدهم، في إنشاء مجتمع أكثر عدلا وإنصافا. إذن، فما العمل؟ أنبقى مكتوفي الأيدي، وننظر إلى العالم، وقد ملأته المسخرة، وعمه الكراهية والعنف واليأس، أو نبحث عن العلاج في أنفسنا؟

داؤك فيك وأنت لا تبصر   ودواؤك منك وأنت لا تشعر
تحسب أنك جرم صغير      وفيك انطوى العالم الأكبر

                                                                                                   الشيخ العلاوي

    إن الصدمات مفيدة في بعض الأحيان. كل شيء يجبرنا على توحيد جهودنا، وسلوك الطريق الذي يصالح بين كوكبنا الجميل، الأرض، وسكانه. إنه واجب مقدس علينا جميعا، ولا يمكننا فرار هذه المسؤولية. لنضع معارفنا وأرصدتنا وعلومنا وتقنياتنا في تآزر في خدمة الصالح العام. والعمل معا من أجل السلام والعيش معا، والعدالة والكرامة.

    كل واحد منا بمثابة خلية لنفس البدن، يسمى "الإنسانية".

الشيخ خالد بن تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق