الخميس، 23 أبريل 2020

مؤتمر جنيف 2010 من أجل إسلام حر ومسؤول


مؤتمر جنيف 2010
من أجل إسلام حر ومسؤول



    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم.


    تمر في هذه الأوقات الإنسانية بامتحان لم تختبره من قبل، عمها وباء وانتشر، بسبب ما بلغته المجتمعات الحديثة من تحاذي، فقد أصبحت الأرض، تعرف بالقرية الكوكبية، لشدة ما بلغه كم التواصل بين بني آدم، وما سخرته التقنيات من أدوات التقارب. تسببت هذه الجائحة الوبائية في تغيير نمط عيش سكان الأرض، وألزمت نصف سكان المعمورة بيوتهم، في محاولة من الدول التي عزلت نفسها عن بعضها البعض، لاحتواء المرض والتحكم في انتشاره. حقا إنه امتحان تمر به البشرية، ولكن ما هو الدرس المستخلص منه؟

    ففي جمع نهاية السنة الماضية في تونس، صرح الشيخ خالد بن تونس أن بداية هذه السنة ستعتريها صعوبات، وأوضح قائلا "هل تعلمون أنه عندما يحين تاريخ الإمتحانات، فإننا نعرف موعده قليلا مسبقا، كتاريخ إجراء إمتحانات المسابقات للحصول على الشهادة... نعرف بعض الشيء التواريخ. في الإلهي يوجد تاريخ. هذا ما أؤكده لكم. ولكنه غير سلبي. بل إيجابي.. إذا تحلينا بالوعي.. لا يتطلب منكم الكثير. ليست مسألة عدد أو كمّ، بل مسألة نوعية. لا ينبغي أبدا أن يُفقد الأمل. فإذا لم يفهم فستكون الإمتحانات أكثر فأكثر صعوبة.. ولابد من قول ذلك. إذا غذينا ضميرنا بالسلام. ليس السلام غياب النزاعات أو الحرب.. إن السلام طاقة تحوّل المرء الذي يحملها، والذي هو بنفسه يحوّل البيئة التي يعيش فيها. إنها قوة ذات طاقة، بقدرة غير متناهية. ولابد من شيء آخر، لابد من تغذية أنفسنا. إذا نهضنا كل صباح بهذه الفكرة، وإذا قمنا لهذه الفكرة، فقط هذا، فهذا يكفي. لأن الذي يطرح السؤال صباحا، لماذا أنهض؟ وما الذي سأقوم به اليوم؟ وأول ما يتعلق بذهنه، ربما وببساطة، أن يكون في حالة سلام مع زوجتي، مع زوجي، مع جيراني، مع زملائي في العمل، ومع زبائني أكون في سلام". وفي جمع جنازة زوجته، شهر فبراير الفائت، وما تخلله من إبراز أية كبيرة من آيات العيش معا، في تجمع جمع مختلف أطياف المجتمع، داخل الكنيسة والمقبرة والجمع الروحي، قال الشيخ "في تونس، في ليلة العام الجديد، قلت أن هذه السنة ستبدأ بصعوبة كبيرة لنا جميعا، ولكنها أيضا سنة مبشرة لتيقظ لدى البشر. تيقظ إنسانيتهم على حساب لاإنسانيتهم. وأتمناه من صميم قلبي".  

الشيخ خالد بن تونس (تصوير كاترين طوايبي).

    ما نحن بصدده، هو أننا في مجموعة من المنشورات، سنعود بكم، مع دراسة مفصلة، في رحلة عشر سنين إلى الوراء، ونسلط الضوء على تجمع، وننشر مضامين لقاء هام جدا، أشرف عليه الشيخ خالد بن تونس، حيث جرى مؤتمر دولي بمدينة جنيف السويسرية، نظمته الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، عيسى(1)، يومي 9 و 10 أكتوبر 2010، بإحدى قاعات المدينة الفاخرة، وهو مركز المؤتمرات باليكسبو. أقيم هذا اللقاء سنة بعد لقاء مستغانم، عندما نظمت هذه المدينة لمدة أسبوع مؤتمرا عظيما، خلد مئوية الطريقة العلاوية، ودرس سبعة محاور أساسية، حضره مشاركون من مختلف بقاع العالم. عكف لقاء جنيف على إعادة دراسة بعض المحاور من محاور لقاء مستغانم، وشهد هو بدوره اهتمام متميز، لميزة الظروف التي جرى فيها. كما تعلمون، عرفت سويسرا، حملة  إعلامية، دُفع إليها الشعب، في مبادرة شعبية عرفت باسم "ضد بناء المآذن"، تم إطلاقها على مستوى الاتحاد السويسري، في 01 مايو 2007، ومرت بمرحلة جمع التوقيعات عبر التراب السويسري، ثم دخلت البرلمان بغرفتيه، لترفع إلى استفتاء وطني، أجري يوم 29 نوفمبر 2009، وتمت الموافقة عليها من قبل الشعب والكانتونات (المقاطعات) الـ 26، بنسبة بلغت 57.5 %. لا توحي النتائج بشيء، سوى أن السم قد نفذ في الجسد، وأحدث فيه شرخا، في محاولة لبتر العنصر الإسلامي من الأمة السويسرية، وأصبح ينعت المسلم بالبنان، ورسخت في الأذهان صورة الإسلام الغازي، الذي يريد أن يبسط ميزاته. كان للقضية صدى دولي، ووردت ردود من هنا وهناك، من مرحب بالمبادرة، أبدتها بعض الجهات، وتفاعل بعض الهيئات الإسلامية. بالنسبة لألين غريش الصحفي الفرنسي، لا يغدو الأمر أنه انتصار للإسلامفوبيا على العقلانية. أما الشيخ خالد بن تونس قال، كان يكفي أن يأتي القرار بالرفض من الجهة القانونية، وينتهي الأمر.

    في تلك الأجواء المشحونة، جاء إجراء مؤتمر "جنيف 2010 – من أجل إسلام حر ومسؤول"، والحديث عن الإسلام، في بلد يعيش مكاره معاداة الإسلام. أشار الشيخ بعد قدومه إلى سويسرا، والمؤتمر على الأبواب، ولم يوجد له نعت في الصحف، قائلا "بفضل الله والذكر".. وأوضح في موضع آخر "في الأسبوع الماضي كنا متواجدين هنا، وبعون الله سبحانه وتعالى، بعدما كانت كل الأبواب منغلقة، انفتحت، وانفتحت رغم أنف كل واحد، لأن حتى هم، لا يعرفون كيف". وأضاف "وقعت لهم دهشة. هل هذا إسلام جديد؟ وهذا الإسلام أين كان؟ حتى يومنا هذا..".


لوحة المؤتمر التعريفية مع الشعار

    إلتفت بعدها حوله الصحافة، واستفسرت في الموضوع، وتذاكرت معه في الإسلام وأبعاده. بعون الله سبحانه وتعالى، تبدأ المدونة في نشر ما توفر عن ذلك اللقاء معربا، من لقاءات الشيخ خالد بن تونس بالصحافة المرئية والمكتوبة، وكذا ملخصات عن فحوى المؤتمر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). تأسست الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، عيسى، سنة 2001، وكانت قد انبثقت من الجمعية الأم، جمعية أراضي أوروبا، قبل أن تصبح سنة 2014، جمعية دولية غير حكومية، بقرار من الأمم المتحدة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق