الخميس، 14 أكتوبر 2010

تربية الجوارح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه و سلم. أما بعد:
    نواصل نشر ما كتبه الشيخ خالد عدلان بن تونس في كتابه "علاج النفس"، الذي خص فيه تربية الإيقاظ ببحث كبير. بعد قراءة هذا الكتاب يكتشف القارئ  مختلف مناحي تربية الإيقاظ العزيزة على الصوفية. بدأ الشيخ خالد بن تونس الفصل الأول "نور على نور" بهذا البيان لجلال الدين الرومي الذي يعرف الإنسان بقوله "الإنسان برزح بين النور و الظلام".
    الوصول إلى الله هو الوصول إلى الشعور به، بتربية التيقظ نوصل حواسنا إلى الإدراك أكثر هذا النور الإلهي. نخصص في هذا الصدد فقرتين من الفصل الرابع،  "تربية الجوارح" الذي قال في بدايته "ما كنا لندرك شيئا عن أنفسنا و لا العالم، لو لم يوجد سابقا نور جوهري قادر على أن ينير ذاتنا و أحوالها الكثيفة و اللطيفة. بالتعمق في معنى النور، نلاحظ أن كل نور مستنير من ذاته من طرف نور آخر أعمق منه و ألطف، و من المعلوم أن أكثف الأنوار هو ذلك النور الذي ندركه بالحواس". و أضاف الشيخ خالد بن تونس في فقرة "الجوارح السبعة" قائلا " الحواس و تسمى كذلك الجوارح، و في الغرب، يحدد عددها بخمس حواس، و يعترف التقليد الصوفي بوجود إثنتين إضافيتين هما: البطن و الفرج (الجنس). لدينا إذن: حاسة السمع، و البصر، و اللسان (الذوق)، و الشم، و اللمس الذي يرتبط باليد و الرجل، إضافة إلى حاستين أخريتين هما: البطن، بالضبط المعدة و الجنس (الفرج). بواسطة هذه الحواس السبعة، يستشعر الإنسان حسيا العالم الذي هو في تداخل معه. لكن كيف نربي و نيقض حواسنا، لكي نرفع الحجب حول سر الحياة و سر أنفسنا؟ إذا كانت الحواس بالنسبة للتصوف وسيلة ضرورية لاستشعار العالم، فإنها كذلك حجب تحدنا، و مصدر علم لا يعوض مُزدوِج: في الآن نفسه، هي ضرورية لتطوير ذاتها، و تساهم في حجب الحقيقة ".
    نختار من هذا الفصل فقرتين، و حاستين للتهذيب هما:
- البعد المقدس للطعام.
- الجنس و الزواج في الإسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق