الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

علاج النفس، الفصل السادس: الحالات الثلاث للنفس، الفطرة و الحالات الثلاث للنفس

الفطرة و أحوال النفس الثلاثة
   
    تبحث النظرة الصوفية لعلاج النفس على حلَّ الإشكالية التالية: كيف يُمكن الإتصال مرة أخرى بتلك الفطرة، و من خلالها بذات الرسالة الفطرية السماوية؟ في نطاق هذا التعليم، لا يتعلق الأمر باقتراح طريقة جاهزة. و لكن تبيين كيف أن الصوفية، أو أهل الله، يحاولون الرجوع إلى الطبيعة الربانية، و إلى الرسالة الأولية.

    تكمن الصعوبات في قدرتنا على العيش طبقا لحالنا الفطري، في وقت أصبحت فيه الفطرة، مخفية وراء حجب الظروف الإجتماعية و الثقافية. نسي الإنسان أو تجاهل وجود حالة فردوسية بنفسه. ذلك أنه لم يشعر بعد، بأي أثر من آثار هذه الحالة، لا على المستوى الزمني، و لا الفكري، و لا العاطفي، و لا الروحي. 

    الطبيعة الفطرية عذراء: نأتي إلى هذا العالم ببراءة و حيادية تامة. يرتبط هذان الحالان الفطريان بكنه كائننا، أي الجزء الأكثر قداسة في أنفسنا. هذا هو البعد المقدّس الذي نبحث عنه، من خلال المرور بأحوال النفس الثلاثة: النفس الأمارة، و النفس اللوامة، و النفس المطمئنة. فبالسلوك عبر طريق الوسطية، نحو تحقيق الإنسان الكامل، نكتشف بإعجاب فطرتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق